تائهة في الزحام.. قصة قصيرة بقلم د / سعاد حسني

 

أحلام طالبة في الثانوية العامة تحب الحياة، ومتعلقة بها. فهي إنسانة متفائلة تعشق بزوغ الشمس وظهور الضوء الذي يجعلها تتحرك بنشاط وحيوية متأثرة بأشعة الشمس الذهبية والتى تمنحها القوة والنظر إلى المستقبل بعين متفائلة. لذلك هي طالبة مجتهدة جدا، وحريصة على طلب العلم بمثابرة وعزيمة جبارة؛ حتى تصير طبيبة في المستقبل، وكأن حقيقية الإنسان يأخذ من صفات اسمه، فقد تحقق لها فعلا هذا الحلم؛ لنبوغها وتفوقها العلمي. وعندما إلتحقت أحلام بكلية الطب ومنذ الوهلة الأولى قررت أن تكون طبيبة أطفال؛ حيث أنها تعشق الأطفال عشقا لا مثيل له؛ فهي تتخيل أن كل طفل يقابلها أنه ابنها من روحها، على الرغم من إنها لم تتزوج بعد. والعجيب أن الدكتور هيثم زميلها بكلية الطب يعيش نفس الحلم. فهو أيضا يعشق الأطفال عشقا عجيبا. وهكذا اجتمعا سويا على هذا الأمر، وهو حب الأطفال، وعشقهم لبرائتهم. وأصبح هذا الحلم يجمعهما. فهيثم ابن الريف البسيط والذي تربي في إحدى قراه يميل إلى الطبيعة، ويميل إلى كل شئ بسيط وجميل. فعشق الأطفال لم يكن صدفة، ولكن نشأ هذا الحب من خلال أطفال قريته وبساطتهم واختلاطهم وامتزاجهم بسحر الطبيعة الريفية الجميلة،.والتي تجمع بين البساطة والمناظر الطبيعية الخلابة المتمثلة في الطين والخضرة والسماء الصافية، والهواء النقي، والشمس المشرقة. وهو أيضا طالب مجتهد ومتفوق علميا وقرر التخصص في طب الأطفال للأسباب السابقة. وتمر الأيام والسنين ويلتقيان سويا، ويقضيان أمتع الأوقات مع بعضهما البعض. مم أوجد حالة من الحب المتبادل بينهما حتى صار ارتباطا رسميا مملؤ بالفرحة والبهجة، والدفء، وأحس كل منهما أنه ارتبط بشريك حياته المناسب، وأن الله اختاره له من بين الخلائق جميعا بعناية إلهية قديرة..

وللقصة بقية إن شاء الله في العدد القادم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى