اكتشاف “البحر النفطي” بمصر: ثورة اقتصادية ومستقبل مشرق

وليد محمد

في اكتشاف قد يُعيد تشكيل مستقبل الطاقة في مصر، أعلنت شركتا “واديكو” و”BCM” عن إطلاق أول مشروع لاستكشاف وإنتاج النفط الصخري في جنوب البلاد، للاستفادة من احتياطي هائل يُقدَّر بـ115 مليار برميل زيت قابل للاستخراج من صخور الطفلة الزيتية، ضمن إجمالي احتياطي يبلغ 225 مليار طن من هذه الصخور.

تُعد هذه الخطوة نقلة نوعية، حيث تتجاوز احتياطيات مصر المعلنة من النفط التقليدي (3.3 مليار برميل) بأضعاف مضاعفة، مما يضعها في مصاف الدول الغنية بالنفط الصخري. ويُشير الخبراء إلى أن محتوى الكربون العضوي في هذه الصخور يصل إلى 16.9% بالوزن، مع نسبة بيتومين مستخلص تصل إلى 2.5%، مما يتيح إنتاج ما يصل إلى 45 جالونًا من النفط الخام لكل طن صخر، بمتوسط 19 جالونًا، وبقيمة حرارية تصل إلى 6050 كيلو سعر حراري لكل كيلوغرام.
تجربة رائدة مستوحاة من الأردن**
تستلهم مصر تجربتها من الأردن، التي نجحت بالتعاون مع “BCM” في إنتاج النفط الصخري بتكلفة تتراوح بين 32 و38 دولارًا للبرميل. ومن المتوقع أن تكون التكلفة في مصر أقل بفضل وفرة الموارد وسهولة الاستخراج. تعتمد العملية على طحن الصخور وتسخينها في بيئة معزولة عن الهواء لتكسير المواد العضوية والبيتومينية، ليتم بعدها استخراج النفط الخام.

**ثروة غازية هائلة**
لم تقتصر الاكتشافات على النفط الصخري، بل تمتد إلى احتياطي هائل من الغاز الطبيعي الصخري يصل إلى 536 تريليون قدم مكعبة، منها 99 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج بسهولة، مما يعزز مكانة مصر كمركز طاقة إقليمي.

**تحديات وآفاق واعدة**
رغم التكلفة المرتفعة لاستخراج النفط الصخري (30-70 دولارًا للبرميل عالميًا)، فإن توطين هذه الصناعة وجذب استثمارات متخصصة قد يمكّن مصر من إنتاج مليون برميل يوميًا، لتقترب من مستويات الإنتاج الأمريكية (8.32 مليون برميل يوميًا). هذا الطموح يتطلب استثمارات ضخمة وتطوير تقنيات محلية لضمان استدامة الصناعة.
*مستقبل مشرق**
يُعد هذا الاكتشاف بمثابة ثورة اقتصادية محتملة، قد تحول مصر إلى دولة مصدرة للنفط والغاز، مما يعزز اقتصادها ويفتح آفاقًا جديدة للتنمية. ومع استمرار التعاون مع الشركات العالمية وتوطين التكنولوجيا، تتجه مصر بخطى واثقة نحو استغلال هذا “البحر النفطي” تحت أراضيها

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى