أم تتجرد من مشاعرها وتعذّب طفلها وتقتله بعد سلخ جلده بمساعدة عشيقها وآخر فى أكتوبر

أحالت النيابة العامة ربة منزل وعشيقها ورجلًا ثالثًا إلى محكمة جنايات أول أكتوبر، بتهمة قتل طفل لم يتجاوز ٦ أعوام بعد حفلة تعذيب بشعة دامت ثلاثة أيام كاملة.
وكشفت أوراق القضية رقم ٤١٦٨ لسنة ٢٠٢٥ جنايات أول أكتوبر عن أن الأم- التى جُرد قلبها من الرحمة- كانت تمارس الرذيلة مع عشيقها أمام طفلها دون وازع من ضمير أو شفقة على براءته، حتى ضاقت بصوته بسبب بكائه فاستعانت بالمتهم الثالث لمعاونتها فى قهره، حسب وصف النيابة.
بدأت فصول الجريمة البشعة بتجريد الطفل من ملابسه، وتقييده بسلسلة حديدية وتعليقه على جدار دورة المياه كأنه ذبيحة، قبل أن يصبوا على جسده الماء المغلى حتى انسلخ جلده وتفحمت أطرافه، ثم باغتوه بماء بارد لإحداث صدمة عصبية مميتة، ولم يكتفوا بذلك، بل أدخلوا فى دبره عصا خشبية وتركوه يتلوى من الألم، بينما كانوا يوثّقون لحظات تعذيبه بهواتفهم المحمولة، دون ذرة إنسانية.
وأفاد تقرير الطب الشرعى بأن الطفل تعرض لتعذيب شديد أحدث إصابات رضية وحروقًا متفرقة وسحجات نتيجة تقييده بالحبال والأصفاد، كما تبين وجود علامات اختناق نتيجة حشره أسفل مرتبة سرير لساعات طويلة، ما تسبب فى وفاته مختنقًا، إلى جانب الصدمة العصبية الناتجة عن التعذيب والحرق بالماء المغلى.
وقالت شقيقة المتهمة الأولى فى شهادتها إنها تلقت اتصالًا منها تخبرها بوفاة طفلها إثر تعدى المتهم الثانى عليه، مؤكدة علمها بسوء سلوك شقيقتها واعتداءاتها المتكررة على طفلها، وأكد طليق المتهمة الأولى ووالد الطفل، أن علاقته بها انتهت سريعًا لسلوكها المنفلت، لكنه ترك الطفل معها حرصًا على استقراره حتى فوجئ لاحقًا بجسده الصغير غارقًا فى الكدمات والحروق.
واعترف المتهمون الثلاثة بتفاصيل الواقعة فى تحقيقات النيابة، وأجروا محاكاة تصويرية كاملة تطابقت مع المقاطع المصورة المضبوطة على هواتفهم وعددها ٣٠ مقطعًا، التى ثبت بفحصها احتواؤها على ذات جميع المقاطع، عبارة عن توثيق لعملية تعذيب طفل بواسطة رجلين وسيدة بشكل وحشى باستخدام أساليب متعددة مثل الضرب المبرح والحبس داخل دورة مياه فى الظلام الدامس تارة، واحتجازه داخل صندوق سرير معتم تارة أخرى.
وعلق المتهمون الطفل كالذبيحة على حائط المنزل عاريًا ومكبلًا بالأصفاد الحديدية بالأيدى والأرجل ومكممًا بشريط لاصق، حيث ظهرت على جسده علامات وسحجات وجروح نتيجة التعذيب الوحشى، وكذا تورم فى بعض المناطق بجسده، كما تظهر علامات الفزع والهلع على وجه الطفل أثناء تصويره ويظهر فى بعض اللقطات الطفل يرتجف، ولا يستطيع التقاط أنفاسه أثناء حديثهم معه وكذا أثناء نومه.
وكشفت التحقيقات عن أنه باستجواب المتهمين فى التحقيقات أقروا جميعهم بارتكاب الواقعة إذ أنه نتاج علاقة دنيئة جمعت بين المتهمين، علاقة دنّست قدسية الأمومة، كانت الرذيلة تُمارس أمام أعين الطفل المجنى عليه الذى كان يصرخ لهول ما يراه، وحين ضاقت الأم- المتهمة الأولى- بنداءات صغيرها، استدعت المتهم الثالث الذى ما إن لبى دعوتها حتى تكالبوا جميعهم فى التعدى عليه، حيث جُرِّد جسده من كل ساتر، وسُحب إلى المرحاض عاريًا، مقيدًا بسلسلة من حديد.
وعلق على الجدار ثم بدأوا بتنكيل لا رحمة فيه ولا شفقة، فقد أحرقت أطرافه وأُدخل فى دبره عود من الخشب، ليزيد الألم ألمًا، ثم سكبت على جسده مياهًا تغلى، حتى تفحم الجلد وانسلخ، ثم باغتوه بماء بارد ليكملوا عليه صدمة عصبية لا تحتمل، وكانوا فى كل ذلك يوثقون المأساة بهواتفهم، واستمرت هذه الأهوال ثلاثة أيام أتموها بإرغامه على دخول حقيبة سفر وأغلقوها عليه، دون أن يتركوا له منفذًا لحياة فأسلم روحه الطاهرة بعد أن ذبلت فى ظلمة قاسية، وهم يتعمدون إزهاق روحه.