ضغوط الحياة وتأثيرها على المرأة.. بقلم/ د. غادة قنديل

في ظل تسارع إيقاع الحياة وتزايد متطلباتها اليومية، أصبحت ضغوط الحياة جزءًا لا يتجزأ من الواقع الذي تعيشه المرأة. فهي لا تؤدي دورًا واحدًا، بل تجسّد أدوارًا متعددة في وقتٍ واحد: أم، زوجة، موظفة، ابنة، وراعية للأسرة والمجتمع. ورغم تنوع هذه الأدوار، إلا أن ما يجمع بينها هو العبء النفسي والبدني الذي تتحمله المرأة بصمت أغلب الأحيان.
مصادر الضغوط
تواجه المرأة العديد من التحديات اليومية، أبرزها:
1. الضغوط الأسرية: من تربية الأبناء، متابعة دراستهم، الاهتمام بشؤون المنزل، والتوفيق بين رغبات أفراد الأسرة.
2. الضغوط الاقتصادية: في ظل الغلاء المعيشي، تشارك المرأة اليوم في الإنفاق، مما يزيد من ثقل المسؤولية عليها.
3. الضغوط المهنية: إذا كانت عاملة، فعليها أن توازن بين التزاماتها الوظيفية وحياتها الشخصية.
4. الضغوط النفسية: مثل القلق المستمر، التوتر، وتراكم المشاعر السلبية دون وجود متنفس حقيقي.
التأثيرات السلبية على المرأة
لا تمر هذه الضغوط مرور الكرام، بل تترك آثارًا واضحة على صحة المرأة الجسدية والنفسية، ومنها:
التعب المزمن والإرهاق
الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق
اضطراب النوم وفقدان الشهية أو زيادتها
ضعف في التركيز وصعوبة في اتخاذ القرارات
توتر العلاقات الأسرية بسبب الانفعال الزائد أو الانطواء
كيف تواجه المرأة هذه الضغوط؟
رغم كل هذه التحديات، تبقى المرأة قوية بطبيعتها، قادرة على التكيّف، ولكنها في المقابل تحتاج إلى:
1. الدعم الأسري والمعنوي من الزوج والأبناء والمجتمع.
2. الاعتراف بمشاعرها وعدم التقليل من معاناتها
3. وقت خاص لنفسها، حتى لو دقائق يوميًا، تمارس فيها ما تحب.
4. طلب المساعدة النفسية أو الاجتماعية عندما تتزايد الضغوط.
5. تنمية الوعي الذاتي وتعلم مهارات إدارة الوقت والتفكير الإيجابي.
كلمة أخيرة
المرأة ليست آلة، وليست مطالبة أن تكون مثالية طوال الوقت. هي إنسانة لها احتياجاتها، مشاعرها، وتعبها. والاهتمام بها ليس ترفًا، بل هو ضرورة لبناء أسرة ومجتمع صحي وسوي.
لنمنحها المساحة التي تستحقها، ولنكن سندًا لها، لأنها السند الحقيقي للجميع.