خبيرة أسرية: على المجتمع أن يُنصف المطلقات بدلًا من معاقبتهن بالنظرات

وليد محمد
دعت الدكتورة إسراء سمير، الاستشارية الأسرية، إلى ضرورة تصحيح النظرة المجتمعية تجاه المرأة المطلقة، مؤكدة أن المطلقة ليست مخطئة بالضرورة، بل قد تكون ضحية لزواج فاشل أو ظروف قهرية أجبرتها على الانفصال.
وقالت خلال مشاركتها في برنامج “خط أحمر” الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، : “بدلًا من معاقبة المرأة المطلقة بنظرات الشك واللوم، يجب إنصافها والاعتراف بحقها في بدء حياة جديدة بكرامة واحترام”.
وأضافت: “كثير من النساء يخضن تجربة الطلاق أو الخلع بعد سنوات من المعاناة والصبر، وتكون الخطوة الأخيرة محاولة للنجاة النفسية والإنسانية، لا ترفًا ولا رغبة في الهروب لكن المجتمع، للأسف، كثيرًا ما يُحمّل المرأة وحدها مسؤولية انهيار الزواج، متجاهلًا الأسباب العميقة والمؤلمة التي دفعتها لاتخاذ هذا القرار”.
وأوضحت الاستشارية الأسرية أن بعض المطلقات يُواجهن بعد الطلاق سجنًا من نوع آخر، يتمثل في العزلة الاجتماعية، وسوء الظن، وحرمانهن من الفرص، خاصة في ما يتعلق بالزواج أو العمل، قائلة: “المرأة التي تطلّقت ليست وصمة، بل إنسانة مرت بتجربة قاسية وتحتاج إلى دعم نفسي واجتماعي كي تتجاوزها، لا إلى مزيد من الإدانة”.
كما أشارت إلى أن الخلع والطلاق هما حقوق مشروعة كفلها القانون والدين لحماية الطرف الضعيف حين يستحيل الاستمرار، وأن الأصل في العلاقة الزوجية هو المودة والسكينة، لا الإكراه أو الاستنزاف، مؤكدة أن دور الاستشاريين الأسريين هو أيضًا تثقيف المجتمع، لا فقط دعم الأسر المتعثرة.
وختمت د. إسراء سمير حديثها بالقول: “علينا أن نُبدل ثقافة العيب بثقافة الفهم، وأن نعيد الاعتبار للمرأة المنفصلة كإنسانة لها الحق في الحياة الكريمة والاحترام، بدلًا من أن نجلدها بتصورات نمطية تجاوزها الزمن”.
https://www.facebook.com/watch/live/?ref=watch_permalink&v=1176565651183848