تائهة في الزحام.. 2 ..قصة قصيرة بقلم د / سعاد حسني

 

وتمر سنوات الخطوبة المزينة بالحب و التعاطف بينهما. ثم تزوجا أحلام وهيثم وتجمعهما المودة والرحمة. وكان نتاج هذا الزواج ثلاث ثمرات جميلة من الأطفال هم : أحمد ومكة وعمر. وفرح بهم فرحا شديدا. َكانت أسرة سعيدة ومتفهمة ومحبوبة من الأجداد والأهل والأصدقاء. ولأن من سنن الحياة عدم الثبات والاستقرار،، بل من سماتها الأساسية التحول والتغير، ولأن السعادة لا تدوم طويلا. فقد حدث لإبنهما عمر حادثا إليما أثناء لعبه في فناء المدرسة. حيث تعرض للوقوع على سن ال الرصيف الفناء مم أفقده بصره في عينيه الاثنين. وأصبح غير قادرا على الرؤية تماما. ولأنه صغير السن فالحركة عنده أصبحت صعبة جدا، وليس هذا فحسب بل أصبح تحصيله العلمي من الصعوبة بمكان، مم أضطر أحلام إلى ترك العمل والتفرغ لأبنائها، وخاصة بعد هذا الحادث. وتمر السنون بثقل وصعوبة على أحلام وهيثم ولكنهما مستسلمان لقضاء الله وأمره، إلى أن جاء الأمر الأعظم وهو وفاة هيثم إثر أزمة قلبية حادة مفاجأة. وتجد أحلام نفسها أمام قدر مغطاه بالغيوم والظلمة. ولا تدري ماذا تفعل وخاصة بعد تركها لعملها. وأخذت الحيرة والقلق يعبثان بها. وأخذت الأسئلة تتردد عليها سؤال يليه الأخر. كيف ستواجه هذا الأمر؟ كيف ستتغلب على صعوبات الحياة ومتطلباتها ؟ وخاصة أنها أصبحت الأم والأب في آن واحد. كيف سيسير بها القدر؟ وإلى أين سيقف؟ وهل ستستطيع أن تلبي كل متطلبات أبنائها، أم أنها ستعجز وتحول حياة أبنائها إلى سلسلة من اليأس والإحباط؟ وخاصة أن ابنها الأكبر – أحمد – لم يتجاوز مرحلة الابتدائية بعد، فهو مازال طفلا صغيرا لا يستطيع مشاركتها المسؤلية. وهكذا تشتت فكر أحلام وكاد أن يقتلها. ولأن الله رحمته واسعة وهو مقدر الأقدار فقد بعث لها بصيصا من الأمل.

وللقصة بقية انتظرونا في العدد القادم 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى