رفضت العودة إلى بيت الزوجية فألقاها من شرفة المنزل أمام أهلها بدار السلام

لم تتخيل «سميرة»، الفتاة التى لم تتجاوز العشرين عامًا من عمرها، أن قرارها بالهروب من بيت زوجها، الذى كان خاليًا من الحب والمودة وامتلأ بالقسوة، سيكون آخر قرار تتخذه ويكون سببًا فى إنهاء حياتها، فى لحظات مفزعة، وسط أسرتها وعائلتها، لتسقط جثة هامدة من شرفة المنزل بعد اعتداء وحشى من زوجها. تفاصيل الواقعة البشعة جاءت ضمن أوراق القضية رقم ٤٤٦٨ لسنة ٢٠٢٥ جنايات قسم شرطة دار السلام، حيث قتل «أبوبكر. ح»، ٢٧ عامًا، عاطل، من أرباب السوابق، زوجته عمدًا مع سبق الإصرار، بأن بيت النية وعقد العزم على إزهاق روحها لسخطه عليها لرفضها العودة معه لمسكن الزوجية لاستحالة العشرة.
وأوضحت التحقيقات أن المتهم سبق اتهامه فى عدة قضايا، وحكم عليه بالسجن، واعتاد حمل السلاح، واستغل إجرامه فى ترويع زوجته «سميرة. م»، ٢٠ عامًا، وتوجه إلى منزل عائلتها حين أيقن من وجودها هناك، وما إن ظفر بها حتى جذبها من عنقها عنوة وانهال عليها ضربًا، فهرعت نحو شرفة المنزل فتتبعها وألقاها من شرفة العقار، فسقطت جثة هامدة.
وروى والد الضحية تفاصيل مأساتها، قائلًا إن نجلته كانت تعانى من خلافات منذ زواجها من المتهم، منذ ما يقرب من عام، وبسبب سوء معاملته لها وتعديه عليها بالضرب، وإحداث إصابة بها، تركت مسكن الزوجية وأقامت فى بيت العائلة قبل الواقعة بـ١٥ يومًا، وعقب ذلك هاتف المتهم ابنته طالبًا منها العودة، ولم يكتفِ بذلك، بل هددها أنه سيأتى ليعيدها إلى المنزل وإذا رفضت سيقتلها. وأضاف: نفذ المتهم تهديده وتوجه لمنزل العائلة بالفعل وطلب من ابنتى العودة، وعندما أعربت عن رغبتها فى الانفصال عنه جذبها من رقبتها بيديه، وانهال عليها ضربًا، فتدخلت لدفع الاعتداء عنها فأشهر فى وجهى سلاحه الأبيض، وهددنى بطعنى، وهرعت الضحية إلى الشرفة عندما رأت الشر فى عين زوجها، وخوفًا من بطشه، فتتبعها وما أن تمكن منها حتى أكمل اعتداءه وألقى بها من الشرفة، وحاولنا الإمساك به، لكنه فر هاربًا.
وقالت جارة المجنى عليها، ٢٥ عامًا، موظفة: «سمعت صراخًا واستغاثة وأبصرت المجنى عليها حال وقوفها فى الشرفة، وتبدو عليها علامات الخوف، ثم ظهر المتهم خلفها، وبعدها سقطت من أعلى العقار جثة هامدة، وحاول الأهالى الإمساك بالمتهم لكنه فر هاربًا».
وأظهرت مناظرة جثة المجنى عليها للكشف عن ملابسات الوفاة، وجود إصابة فى مقدمة الرأس من الناحية اليسرى، وكدمات بالوجه جهة اليمين، وإصابات بالركبة اليمنى والقدم اليسرى، وإصابات متفرقة باليد اليسرى، كما تبين أن الوفاة نتيجة الاصطدام بجسم صلب أدى لكسور فى الحوض والفخذ اليسرى والفقرات القطنية، مصحوبًا بتهتك بالأوعية الدموية الرئيسية للحوض والفخذ، مصحوبًا بنزيف دموى.