بكين تعلن حالة الطوارئ لاستضافة منتدى الحزام والطريق بحضور الرئيس السيسي

متابعة: ناصر خليفة
تجري الاستعدادات في الصين لاستضافة منتدى الحزام والطريق الثاني، والتي يعقد في بكين يوم الخميس المقبل، لمدة ثلاثة أيام خلال الفترة من 25 حتى 27 إبريل، بمشاركة قرابة رئيس ورئيس حكومة 40 دولة من بينها مصر، فضلا عن ممثلين عن دول أخرى ليصل العدد الإجمالي إلى 150 دولة.ويشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد الإمارات حاكم دبي، وعدد من رؤساء الدول الأخرى في ورش العمل التي تعقد في اليوم الختامي للمنتدى.ومن المقرر أن يصل الرئيس السيسي، العاصمة الصينية بكين، يوم الأربعاء المقبل، في الزيارة السادسة له إلى الصين منذ توليه المسئولية، لكي يواصل ضرب الرقام القياسية في عدد زيارات أي رئيس مصري لهذا البلد الصديق.وقد رفعت السفارة المصرية في الصين، بقيادة السفير أسامة المجدوب، سفير مصر في بكين، درجة الاستعداد القصوى لهذا المنتدى، خصوصًا وأن مصر تشارك بصفتها رئيس الاتحاد الإفريقي بالدرجة الأولى بخلاف الاجتماعات الثنائية بين البلدين حيث تعتمد العلاقة بين البلدين على الشراكة الإستراتيجية الشاملة.وقد شهدت الزيارة الأخيرة للرئيس السيسي للصين، للمشاركة في المنتدى الصيني الإفريقي “فوكاك” سبتمبر الماضي، وخلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الجمعة، بمقر وزارة الخارجية الصينية، قال الوزير وانج يي، عضو مجلس الدولة الصيني، إن الرئيس شي جين بينج سوف يحضر مراسم الافتتاح الرسمي للمنتدي، المقرر لها يوم 25 إبريل، وسيلقي خطابا، ويترأس قمة المائدة المستديرة في اليوم التالي، ويعرض نتائج القمة لوسائل الإعلام بعد القمة.
وأضاف وزير الخارجية الصيني، أن يوم 25 أبريل سيشهد تنظيم 12 منتدى وورش عمل ومؤتمرا للرؤساء التنفيذيين للشركات، للتباحث حول سبل تعزيز التعاون العملي فيما بينهم، وتوفير منصة للأعمال والتعاون للشركات العاملة في الدول على مسار طريق الحرير.
وتابع: أنه حتى الآن، سيحضر قادة من 37 دولة قمة المائدة المستديرة للمنتدى وهم إلى جانب مصر: النمسا، أذربيجان، روسيا البيضاء، بروناي، كمبوديا، تشيلي، قبرص، جمهورية التشيك، جيبوتي، إثيوبيا، اليونان، المجر، إندونيسيا، إيطاليا، كازاخستان، كينيا، قيرغيزستان، لاوس، ماليزيا، منغوليا، موزمبيق، ميانمار، نيبال، باكستان، بابوا غينيا الجديدة، الفلبين، البرتغال، روسيا، صربيا، سنغافورة، سويسرا، طاجيكستان، تايلاند، الإمارات العربية المتحدة، أوزبكستان، فيتنام.
وأشار إلى أنه في الوقت نفسه، سيحضر القمة أيضا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش وكريستين لاجارد رئيس صندوق النقد الدولي، فيما سترسل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا واليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي ممثلين رفيعي المستوى إلى المنتدى.وأكد أن القمة تحمل أهمية كبرى في 5 جوانب وهي: التمسك بثبات بنزعة تعددية الأطراف، ومواكبة تيار العصر وإثراء مفاهيم ومباديء للتعاون، والسير يدا بيد لبناء شبكة الشراكة، والتحرك لبناء نظام تعاون قوي، وتنسيق الدينامكيات الداخلية والخارجية وتعظيم الاستفادة من فوائد الإصلاح والانفتاح.وأعرب عن ثقته في إحياء روح طريق الحرير، وبناء شراكة واسعة وإضفاء قوة قوية للاقتصاد العالمي، وفتح آفاق أوسع للتنمية لمختلف الدول من خلال إقامة الدورة الثانية من قمة منتدى “الحزام والطريق” للتعاون الدولي وتقديم مساهمة جديدة لبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية.ودعا وزير الخارجية الصيني، المجتمع الدولي إلى معرفة وتقييم مبادرة “الحزام والطريق” وفقا للحقائق، مؤكدًا أن 126 دولة و29 منظمة دولية وقعت مع الصين مذكرة تعاونية للحزام والطريق، وأنه سيحضر المنتدى ممثلون من أكثر من 150 دولة بينهم ممثلون عن كوريا الشمالية، ما يعكس ثقة الجميع في مبادرة “الحزام الطريق”.ولفت إلى أنه خلال السنوات الست الماضية، تجاوز حجم تجارة البضائع بين الصين والدول والمناطق الواقعة على طول مبادرة الحزام والطريق 6 تريليونات دولار، وتجاوز حجم الاستثمار أكثر من 80 مليار دولار، ووفرت 82 منطقة تعاونية خارجية مشتركة نحو 300 ألف فرصة عمل في المناطق المحلية، ما أتاح فرص تطوير كاملة لجميع البلدان، وأضفى شعورا لدى شعوبها بالكسب والاستفادة منها.وحول عدم مشاركة الولايات المتحدة بوفد رفيع المستوى واتهام المبادرة بأنها “مصيدة ديون”، شدد وانج على أنه لا يمكن اتهام “الحزام والطريق” بـ “مصائد الديون”، ولن يتم الاعتراف بها من قبل أي دولة معنية، حيث إن التعاون والفوز هو الموضوع الرئيسي للمنتدى، وأن “الحزام والطريق” منصة مفتوحة، ولأي دولة حرية المشاركة، وأن الصين ترحب بجميع الأطراف للمشاركة وطرح آراء بناءة.وبالنسبة لعدم مشاركة الهند في المنتدى ومدى تأثير ذلك على العلاقات الثنائية، قال وانغ إن الجانب الهندي لديه مخاوفه، وسبق وأوضحنا أن الممر الاقتصادي الصيني- الباكستاني يتعلق بالتعاون الاقتصادي، وليس له أي علاقة من قريب أو بعيد بالنزاعات التي خلفها التاريخ بين الدول، داعيا إلى تجنيب النزاعات بين الدول عند تقييم المبادرة، سيما وأنها “خيار جيد للهند”.