احتفالية “يوم في حب مصر” بجامعة القاهرة بالتزامن مع يوم إفريقيا

افتتح الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، فعاليات احتفالية كلية الدراسات الإفريقية العليا “يوم في حب مصر”، ضمن الاحتفال باليوبيل الماسي للكلية، وبالتزامن مع الاحتفال بيوم إفريقيا وذكرى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية 25 مايو عام 1963.
وقال الدكتور محمد الخشت، إن يوم 25 مايو 1963 تاريخ مهم في تاريخ إفريقيا والدول الإفريقية وهو اليوم الذي تحدد مع إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية ومن ثم الاتحاد الإفريقي، كما أنه يوم لدعوة متجددة لقيام أفريقيا على التضامن الذي يمثل سر النجاح والتقدم والنصر والسلام، والتي تمثل جوانب غائبة عن كثير من الكيانات العالمية، مؤكدا أن التضامن والوحدة الحقيقية على الأرض هي أساس القوة والنجاح وأي تقدم سياسي أو اقتصادي أو عسكري.
وأكد الدكتور محمد الخشت، الاعتزاز بالقارة الإفريقية ووضعها في الاستراتيجية المصرية، وفي مقدمة أولويات اهتمام القيادة السياسية التي تدرك أهمية إفريقيا، موضحا أن احتفالية كلية الدراسات الإفريقية العليا يعكس أهمية إفريقيا بالنسبة لمصر والعالم، مشيرًا إلى أن جامعة القاهرة وأكاديمية ناصر درس فيها نخبة كبيرة من القيادات الإفريقية وعكست دور الدولة الوطنية المصرية منذ ثورة 23 يوليو حتى الآن.
وأشار الدكتور الخشت، إلى أن إفريقيا تواجه العديد من التحديات سواء ما يتعلق بالحرب والاتجار بالبشر والسلاح وغيرها، والتي زادت وساءت بعد جائحة كورونا والحرب الأوكرانية، مؤكدا أن ذلك يستدعي وضع العديد من التوصيات وتقديمها لصناع القرار وتقديم آليات تساهم في مواجهة هذه التحديات وتحقيق التقدم المنشود.
وتابع الدكتور الخشت، أن كلية الدراسات الإفريقية العليا تمثل بيت خبرة كبيرا للقارة الإفريقية داخل جامعة القاهرة، لافتا إلى أن الإنسان الإفريقي يبدع حينما تكون الفرصة متاحة أمامه، وقد ظهر ذلك في تميز العديد من العناصر الإفريقية على المستوى العالمي في مجالات مختلفة مثل الرياضة والسياسة من حيث وجودهم في مراكز قيادية سياسية عالمية، مؤكدًا اعتزازه بكل ما هو إفريقي.
ومن جانبه، قال السفير عبد الحميد بو زاهر رئيس الوفد الدائم للاتحاد الإفريقي لدى جامعة الدول العربية، إن هذه الاحتفالية التي تُقام داخل أروقة جامعة القاهرة العريقة، تُمثل إحياءً للذكرى 59 لإنشاء الوحدة الإفريقية التي تحولت إلى الاتحاد الإفريقي، مشيدًا بتعاون جامعة القاهرة وكلية الدراسات الإفريقية العليا مع بعثة الاتحاد الإفريقي والاهتمام بالشأن الإفريقي، والذي يعكس اهتمام مصر الدائم بالقارة الإفريقية، والذي اتضح بشكل كبير من خلال الكلمة التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي للمواطنين الأفارقة التي عبرت عن أهمية القارة الإفريقية واهتمام مصر بشكل كبير.
ووجه بو زاهر كلمة للأفارقة نيابة عن موسى فكي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، قائلًا: إن يوم ٢٥ مايو يفيدنا إلى اللحظات الأولى من وجود منظمة الوحدة الإفريقية على المستويات الجيوسياسي والمؤسس، وهو بمثابة امتحان للقدرة على بناء أفريقيا التي حلم بها الآباء المؤسسون للمنظمة، مشيرا إلى أن قارة إفريقيا واجهت خلال السنوات الأخيرة تحديات الإرهاب والتطرف والفساد والصراعات المجتمعية والبطالة والجزمة الاقتصادية، بالإضافة إلى أزم الغذاء الناتجة عن الاضطرابات المناخية، وأزمة كوفيد ١٩، والتأثيرات السلبية للصراع بين روسيا وأوكرانيا.
وأوضح بو زاهر، أن الاتحاد الإفريقي اتخذ العديد من الإجراءات والقرارات والاستراتيجيات لمواجهة هذه التحديات وتحقيق الأهداف المرجوة، ومنها الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي الذي بدأ منذ عام ٢٠١٦ بهدف تحسين حوكمة المؤسسة وتعددية الأطراف ودخول منطقة التجارة الحرة القارة الإفريقية حيز التنفيذ عام ٢٠٢١ بما يجعل إفريقيا أكبر سوق مشتركة في العالم، بالإضافة إلى مواجهة تفشي جائحة كوفيد ١٩ من خلال تعزيز الأنظمة الصحية وإنشاء وحدات لإنتاج لقاءات فيروس كورونا.
وتابع بو زاهر، أن الاتحاد الإفريقي أطلق سلسلة من المبادرات لمواجهة أزمة الغذاء، أهمها وضع البرنامج الإفريقي الشامل للتنمية الزراعية، ونكريس عام ٢٩٢٢ لبناء القدرة على الصمود في مجال الأمن الغذائي في القارة الإفريقية من خلال تعزيز أنظمة الأغذية الزراعية والإنتاج الصحي والاجتماعي وتنمية رأس المال البشري بما يساهم في تسريع التنمية الاقتصادية.
وقال الدكتور عطية الطنطاوي، إن احتفالية “يوم في حب مصر” تمثل احتفالا بعدة مناسبات، وهي الاحتفال بيوم إفريقيا الذي يعقد يوم ٢٥ مايو من كل عام احتفالا بتسيير منظمة الوحدة الإفريقية، والاحتفال بمرور ٧٥ عاما على إنشاء كلية الدراسات الإفريقية العليا، كما تمثل هذه الاحتفالية يوما لتقدير الأساتذة رواد الدراسات الإفريقية، وتكريم خريجي الكلية بما يمثل دعم أواصر المحبة وتكريس قيم العمل بين الباحثين في الشئون الإفريقية، كما تركز على تعزيز الترابط مع الدول الإفريقية ودعم العلاقات التاريخية والمصالح الحيوية بين مصر وأشقائها الأفارقة.
وأشاد الدكتور عطية الطنطاوي، بجهود الدكتور محمد الخشت في قيادة جامعة القاهرة بشكل متميز لتتبوأ مكانة عالمية مرموقة لتصبح قبلة للسفراء والعلماء من كافة الدول، واهتمامه بكلية الدراسات الإفريقية العليا ودعم العلاقات المصرية الإفريقية، والقيام بالعديد من الفعاليات والأنشطة وزيادة التواصل مع الأفارقة في مختلف المجالات، بالإضافة إلى دعم استحداث العديد من البرامج الهادف إلى خدمة القارة الإفريقية وإعداد كوادر قادرة على تحقيق مستقبل أفضل، بما يحقق رؤية إفريقيا ٢٠٦٣ ويتسق مع رؤية القيادة السياسية في رسم مسار جديد من هذه العلاقات، إدراكا لمكانة مصر الإفريقية، واصفا الدكتور الخشت بأنه الفيلسوف الإنسان ورائد التنوير والتجديد والمواطن في مصر المعاصرة، والذي قاد الجامعة لتتبوأ مكانة عالمية مرموقة لتصبح قبلة للسفراء والعلماء من كافة الدول.
وأوضح الدكتور عطية الطنطاوي، أن العلاقات المصرية الإفريقية تعود إلى عقود ممتدة ولها روابط تاريخية وجغرافية وثقافية وثيقة، وهو ما جعل القارة الإفريقية جزءًا من التاريخ المصري وإحدى دوائر السياسة الخارجية المصرية، مشيرًا إلى أن ارتباط مصر بإفريقيا هو ارتباط حضاري تدعمه وحدة الهدف والمصير والإدارة المشتركة والمصالح المتبادلة والوعي بأهمية تحقيق الأمن والسلام والتقدم، كما أن انتمائها لمحيطها الإفريقي مكون رئيسي للهوية المصرية، مؤكدًا أن كلية الدراسات الإفريقية العليا لها دور محوري في دعم العلاقات المصرية الافريقية، وتوظيف خبراتها وإمكاناتها العلمية والخدمية في خدمة الشأن الإفريقي.
وفي ختام الاحتفالية، كرمت منظمة الوحدة الإفريقية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة بدرع منظمة الاتحاد الإفريقى، كما كرمته كلية الدراسات الافريقية العليا بدرع الكلية.
حضر الاحتفالية الدكتور عطية الطنطاوي القائم بأعمال عميد الكلية، واللواء أركان حرب أيمن نعيم مدير أكاديمية ناصر العسكرية، والسفير عبد الحميد بوزاهر رئيس الوفد الدائم للاتحاد الإفريقي لدى جامعة الدول العربية، وعددا من سفراء الدول الإفريقية الممثلين لأقاليم القارة الـ5، والدكتورة نائلة فاروق رئيس التليفزيون المصري.