مفوضة الاتحاد الإفريقي: منظومات الكهرباء والطاقة والنقل في مصر نماذج يحتذى بها

اختتمت فعاليات القمة العالمية لكفاءة الطاقة والتي دعت اليها الوكالة الدولية للطاقة والتي نظمتها الدنمارك.
وناقشت القمة التي حظيت بحضور دولي رفيع المستوي، التي شارك في اجتماعاتها وزراء من أكثر من ٦٥ دولة وعدد من المسؤولين الدوليين، السبل التي من شأنها تحويل الطموحات بشأن كفاءة الطاقة إلى حيز التنفيذ الفعلي، ووضع الحكومات على المسار الصحيح نحوالحياد الصفري بحلول عام 2050.
وحدد الوزراء والرؤساء التنفيذيون للشركات الكبرى الإجراءات الفورية الواجب اتخاذها بشأن كفاءة استخدام الطاقة وتوفيرها من أجل الحد من استهلاك الطاقة وتعزيز الأمن الطاقي وتسريع التقدم نحو أهداف المناخ.
وركزت المناقشات على استطلاع التجارب في بلاد العالم المختلفة والدروس المستفادة، بالإضافة إلى الخطط لمزيد من الإجراءات على المدى القصير والمتوسط التي تضع العالم على المسار الصحيح نحوالحياد الصفري بحلول عام 2050 ومعالجة أي أزمات مستقبلية للطاقة في القرن الـ ٢١.
وأشارت التقارير الصادرة عن القمة العالمية للطاقة إلى أن التقدم في تطبيقات كفاءة الطاقة منذ عام ٢٠٠٠ كان له بالفعل تأثير كبير على الحد من الانبعاثات عالمياً، مما أدى إلى تجنب 8 مليارات طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
وأكد المشاركون أنه طالما أراد العالم تحقيق الأهداف المناخية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، فيجب إعطاء الأولوية لتدابير كفاءة الطاقة والتي يمكن لها وحدها أن تخفض بمقدار الثلث من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال هذا العقد – وذلك وفقا لسيناريوالحياد الصفري الذي اقترحته الوكالة الدولية للطاقة.
ومثلت القارة الإفريقية في هذا الحدث الدولي الكبير الدكتورة أماني أبوزيد مفوضة الاتحاد الإفريقي للطاقة وللبنية التحتية والمعلوماتية.
وأكدت مفوضة الاتحاد الافريقي أن التوفير في استخدام الطاقة في الإضاءة وفي الأجهزة المنزلية المستهلكة للطاقة وفي الاستخدامات العامة هو ضرورة ملحة وذلك لمواجهة الأسعار المرتفعة للكهرباء في العالم أجمع في ظل الأسعار المتزايدة للطاقة والتكاليف الباهظة لتوليد الطاقة ولانتاج الكهرباء – من ناحية – ومن ناحية أخرى للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بسرعة مما يخدم الأهداف العالمية للمناخ.
كما أكدت أن الرقمنة تطلق العنان لجيل جديد من تقنيات رفع كفاءة الطاقة وبناء أنظمة للطاقة في المستقبل تأخذ في الاعتبار الاستخدامات الحديثة.
وقالت الدكتورة أماني أبوزيد “إن الدراسات وتحليل بيانات استخدام الطاقة الفعلي في العالم أظهرت تضاعف كفاءة الطاقة خلال العقد الماضي، معتبرة أن هذا يبشر بإمكانية التسريع في توفير الطاقة وترشيد استخداماتها بمقدار يوفر للعالم كهرباء بقيمة 650 مليار دولار بحلول عام ٢٠٣٠.
وقالت مفوضة الطاقة والبنية التحتية بالاتحاد الأفريقي، كمثال للتدابير المهمة لتوفير الطاقة: استخدام وقود نظيف للسيارات أو السيارات الكهربائية، مد شبكات السكة الحديد الكهربية للحد من استخدام السيارات، تحسين الطرق للحد من استهلاك الوقود، استخدام الإضاءة والأجهزة المنزلية الموفرة والأكثر كفاءة من حيث استهلاك الطاقة.
وأضافت “كما أن من أهم عناصر الحفاظ على وتوفير الطاقة هي شبكات نقل كهرباء حديثة ورقمية وذلك للحد من الهدر في الشبكات المتهالكة وايضا استخدام عدادات المنازل الرقمية التي تسمح بالمتابعة اللحظية لاستهلاكات الكهرباء.
وأكدت مفوضة الاتحاد الأفريقي أن مصر طبقت كل هذه الامور خلال سنوات قليلة وتستمر في العمل على تنفيذها بشكل حثيث مما يدعو للاعجاب والفخر.
وقالت الدكتورة أماني أبوزيد “وتمثل منظومات الكهرباء والطاقة والنقل في مصر نماذج يحتذى بها في القارة الافريقية”.
وأكدت الدكتورة أماني أبوزيد أن الاتحاد الافريقي يولي أهمية كبيرة لوضع آليات من شأنها دعم التعاون القاري وتنسيق السياسات في مجالات الطاقة والكهرباء وتطوير معايير أداء الطاقة على مستوى القارة والمتابعة الحثيثة لأنماط الاستهلاك في البلدان الافريقية المختلفة وتحسينها ورفع كفاءتها في جميع أنحاء القارة.
كما ذكّرت مفوضة الاتحاد الافريقي للبنية التحتية والطاقة أن موضوع كفاءة الطاقة يندرج أيضا تحت مكونات المبادرة القارية للسوق الافريقي الموحد للطاقة والذي اطلقته مفوضية الاتحاد الافريقي في يونيو٢٠٢١.
وأشارت إلى أن مفوضية الاتحاد الافريقي تبنت مشروعا افريقيا لكفاءة الطاقة يهدف الى وضع نهج استراتيجي وإجراءات متكاملة لسياسة الطاقة على المستوى القاري.
ولفتت الدكتورة أماني أبوزيد الى أنه يمكن لترشيد واستخدام الطاقة ورفع كفاءتها في افريقيا توفير ما يقرب من 9٪ من الكهرباء المستخدمة حالياً في القارة وهو ما يمثل وفراً في فواتير الكهرباء في افريقيا يصل الى ١٤ مليار دولار حتى عام ٢٠٣٠، منوهة إلي أن هذا يسمح بإتاحة هذه الكهرباء التي تم توفيرها إلى إضاءة 50 مليون منزل في أفريقيا.
وقالت مفوضة الطاقة والبنية التحتية بالاتحاد الأفريقي “كما أن الاستخدام الأمثل والكفء للكهرباء يغني القارة الإفريقية عن الحاجة إلى بناء ١١ محطة طاقة كبيرة [500 ميجاوات لكل منها] في القارة بحلول عام 2030، مما يوفر 11 مليار دولار إضافية.
واضافت “أي أن إجمالي التوفير في نفقات الكهرباء في افريقيا من خلال استخدام كفء ورشيد للطاقة يمكن أن يصل إلى ٢٥ مليار دولار حتى عام ٢٠٣٠، كما يساعد هذا ايضاً على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون حوالي ٢١ مليون طن سنويا.
وفي سياق متصل وعلى هامش القمة العالمية للطاقة، عقدت مفوضة الاتحاد الافريقي جلسات ثنائية بوزراء الخارجية، وزير التعاون الدولي، ووزير الطاقة والمناخ الدانماركيين وعدد من وزراء الطاقة في دول العالم لعرض التحديات التي تواجه القارة الافريقية والجهود الكبيرة التي تقوم بها القارة في موضوعات الطاقة ولحشد الدعم للبرامج الافريقية المختلفة.
كما التقت مع عدد من السفراء الافارقة خلال عشاء استضافته السفارة المصرية في كوبنهاجن على شرف الدكتورة أماني أبوزيد مفوضة الاتحاد الإفريقي.
وقامت خلاله الدكتورة أماني أبوزيد بعرض بعض أولويات الاتحاد الإفريقي والقضايا الملحة في مجالات النقل بأنواعه والطاقة والتحول الرقمي وكذا الاستعدادات الافريقية لقمة المناخ في شرم الشيخ وللاحتفالات بيوم إفريقيا.
وجدير بالذكر أن مفوضية الاتحاد الإفريقي وتمثلها الدكتورة أماني أبوزيد هي أول عضو من قارة إفريقيا في الوكالة الدولية للطاقة وذلك منذ عام ٢٠١٧.
والدكتورة أماني أبوزيد عضوا باللجنة العالمية رفيعة المستوى للعمل العاجل بشأن كفاءة الطاقة والتي تضم في عضويتها 23 عضوا من شخصيات بارزة من آسيا وأفريقيا وأوروبا والأمريكتين برئاسة رئيس وزراء أيرلندا.
وتأتي هذه الاجتماعات والفعاليات العالمية حول الطاقة في لحظة حرجة بسبب التهافت على مصادر الطاقة والتحول إلى الطاقة النظيفة مع استمرار التزايد في الطلب العالمي على الطاقة والارتفاع المطرد في اسعارها عالمياً – خاصة منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية- ووصول انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عند مستويات قياسية.