استشاري مناعة تكشف تقنية واعدة لعلاج الأورام

على الرغم من أن العلماء في جميع أنحاء العالم يبذلون جهوداً حثيثة لمحاربة السرطان، إلا أن معدل الإصابة بالأورام الخبيثة في تزايد، ولايزال السرطان يحصد سنوياً حياة الملايين، ففي عام 2020 فقط بلغت الوفيات الناتجة عنه 10 ملايين حالة حول العالم. لذلك بعيداً عن مناهج الطب التقليدي بما في ذلك الخيارات الكلاسيكية الثلاثة والمتضمنة العلاج الجراحي والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، يكثف العلماء البحث عن إستراتيجيات علاجية جديدة وتقنيات حديثة للحد من الإصابة به، وفي هذا الصدد تقول الدكتورة منال محمد السيد استشاري المناعة بجامعة القاهرة فى تصريحات خاصة لـ “بوابة الأهرام” إن العلاج المناعي يعد أحد أهم التقنيات العلاجية الواعدة للسرطانات العنيدة والذي أحرز تقدمًا كبيرًا خلال الأعوام الأخيرة.

تتابع الدكتورة منال، قولها إنه يمكننا تعريف جهاز المناعة بأنه الجيش الذي يقوم بحماية أجسامنا ومحاربة الأجسام الغريبة كالميكروبات، وكذلك اكتشاف الخلايا الغير طبيعية كالخلايا السرطانية وتدميرها بعد تعرفه على المستضد الموجود على سطحها والذي عادة ما تخفيه الخلايا السرطانية بمكرها وخبثها لتخدع الخلايا المناعية وتهرب من الجهاز المناعي، فالخلايا السرطانية تطور من أساليبها الدفاعية بشكل مستمر لتثبط جهاز المناعة وتوقف عمله لتتمكن من الهرب من الموت والنمو والإنتشار بحرية في الجسم.

هنا يكون للعلاج المناعي، حسب قولها، دوراً إستراتيجياً في تحفيز جهاز المناعة على العمل بشكل أفضل لمقاومة السرطان. ويتم ذلك بآليات عمل مختلفة تستهدف جميعها تتبّع وإيجاد الخلايا السرطانية المختبئة في أنسجة الجسم والتي قد يعجز جهاز المناعة بمفرده عن رصدها، ثم تعليم هذه الخلايا المختبئة بطريقة ما ليصبح من السهل على جهاز المناعة إيجادها ومهاجمتها.

كما أنه يساعد على تقوية جهاز المناعة وتحسين قدرته على أداء وظائفه المختلفة، بما في ذلك مهاجمة الخلايا السرطانية، وذلك من خلال تحفيز جهاز المناعة لإنتاج المزيد من الخلايا المناعية الطبيعية المقاومة للأمراض. كما أنه يسهل وصول المواد الفعالة المضادة للسرطان إلى مكان الخلايا السرطانية بشكل مباشر لقتلها وتدميرها. لذا مع الوقت قد يساعد العلاج المناعي على منع انتشار الخلايا السرطانية وانتقالها إلى مناطق مختلفة من الجسم. وإيقاف أو تأخير نمو الأورام السرطانية. ودفع الورم السرطاني للانتقال لمكان يسهل استئصاله جراحيًّا.

تتابع الدكتورة منال محمد السيد استشاري المناعة بجامعة القاهرة: واحدا من أحدث تقنيات العلاج المناعي المستخدمة علاج الخلايا المتكيفة والذي يستند على قدرتها على رؤية المستضد الموجود على سطح الخلايا السرطانية، وذلك بتصميمها وهندستها وراثياً لتصبح أكثر أمانًا وفعالية في علاج كل من الأورام الخبيثة الدموية والأورام الصلبة.

تعتمد التقنية بشكل مبسط على فكرة استخراج عدد معين من الخلايا المناعية الطبيعية (التائية) من داخل الورم السرطاني، واختيار الخلايا المناعية الأكثر فاعلية ومقاومة للمرض لتخضع للتعديل الجيني وإعادة برمجتها لرفع كفاءة الإشارات الوظيفية داخل الخلايا لتصبح أشد فتكاً بالخلايا السرطانية، ثم مضاعفة عدد الخلايا المناعية المدربة في المعمل، ثم إعادة الخلايا المناعية التائية المحسنة والمعدلة وراثياً إلى الجسم من جديد لتقوم برصد وتتبع الخلايا السرطانية بدقة عالية في الاستهداف، ومن ثم مهاجمتها وتدميرها ومنع إنتشار المرض.

كما أن هذه الخلايا المناعية المدربة تظل في الجسم فترة طويلة لمنع تكرار الإصابة بالسرطان. لقد أثبتت هذه التقنية فعالياتها في علاج سرطانات الدم والأعضاء المنتجة للدم، لكن لاتزال تواجهها بعض التحديات في محاربة السرطانات الصلبة ، وهو ما يجذب حالياً العديد من الباحثين لتطوير هذه التقنية من أجل مواجهة تلك التحديات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى