وجه حتشبسوت على أول عملة نقود مصرية حديثة.. حكاية أقوى ملكات العالم القديم

في عشرينيات القرن الماضي، تم اكتشاف خبيئة آلاف التماثيل، أمام معبدها بالدير البحري بالأقصر، ليظهر وجه الملكة القوية حتشبسوت بعدة مناظر.
وحتشبسوت التى مازالت لغزا محيرا، من أفضل وأقوى ملكات مصر القديمة، حيث اشتهر حكم حتشبسوت بالسلام والازدهار حيث كانت تحاول تنمية العلاقات وخاصة التجارية مع دول الشرق القديم لمنع اى حروب معهم.، مما جعل الأثريون يؤكدون أنها كانت رمز السلام فى عصر الدولة القديمة.
يقول المؤرخ والأثري فرنسيس أمين فى تصريح لـ”بوابة الأهرام”، إن متحف المتروبوليتان يضم أروع التماثيل للملكة حتشبسوت حيث البعثة الأمريكية هى التى عثرت على التماثيل عشرينيات القرن الماضي ، كما يضم المتحف المصري الكثير من تماثيل الملكة ، مؤكدا أنه لايوجد معبد ضم هذا العدد الضخم من التماثيل غير معبد حتشبسوت بالدير البحري.
وشيد المهندس العبقري سننموت معبد الملكة حتشبسوت، حيث يخيل للناظرين بأنه معبد في أحضان جبل ، أو جبل يحتضن معبد، حيث أقامت الملكة حتشبسوت من الأسرة الثامنة عشرة معبدها فى هذه المنطقة ، وشغل سننموت المهندس البارع عقول الأثريين حتى وقتنا الحالى ليس لعبقريته الفذة فى البناء والعمارة وتوليه مناصب عدة فقط، وإنما من خلال علاقته الوطيدة بالملكة حتشبسوت، مما أرجعها بعض الأثريين لعلاقة حب قوية نشأت بين الملكة القوية وفرد من أبناء عامة الشعب يدعى سننموت الذى بنى معبد الملكة على شكل ثلاثة طوابق متدرجة.
ويوضح فرنسيس أمين ، أن الشعب المصري القديم استفاد من حالة الاستقرار فى عهد حتشبسوت ، حيث كان عصرها يمتاز بالرخاء والازدهار، مؤكدا أن العمارة المصرية فى عهد حتشبسوت كانت عمارة فريدة وفريدة وهو ما دعا المهندس سننمود أن يصرح قائلا لقد فعلت مالم يفعله أحد من قبلي ، وهذا ظاهر وواضح على عبقرية البناء.
وتصور جدران هذا المعبد تفاصيل حياة حتشبسوت مثل قصة ميلادها وكيف ولدت من الإله آمون، وأيضا نقل مسلتيها إلى معبد الكرنك ، والبعثة البحرية التي أرسلتها إلى بلاد بونت ، وقد أشرف سننموت أو سنمود على عمل مسلة حتشبسوت ونقل الأحجار من جبل السلسلة بأسوان ، وقد شغل سننموت عدة مهام وحمل عدة ألقاب ،كبيرة مثل “ناظر إدارة آمون”، وقد بنى معبد حتشبسوت ببناء عجيب وفريد ومختلف عن باقى المعابد المصرية القديمة ، حيث يتكون معبد حتشبسوت من ثلاثة طوابق متدرجة داخلة في الجبل بدلا من بناء المعابد المتبع بتشييدها في هيئة بهو أعمدة ، فقد اختار سننموت شكل الرواق لكل طابق من الطوابق الثلاث المتدرجة ، وأوصلها ببعضها البعض بواسطة منحدرات، وقد بنى سننموت مقبرتين لنفسه واحدة قرب المعبد بالدير البحري والأخرى في جبانة القرنة وقد أصابهما تخريب وتدمير كبير من قبل الملك تحتمس الثالث الذى أراد محو وإزالة آثار حتشبسوت.
ويضيف فرنسيس أمين، أن كافة علماء المصريات يؤكدون أن الملكة حتشبسوت هى من أقوي ملكات مصر، بل أن فكرها كان ظاهرا وواضحا على الملك تحتمس الثالث مؤسس الأمبراطورية المصرية، فهى كانت عمته ، كما أنها قامت بتأسيس جيش قوي للحفاظ على السلام والاستقرار ، مؤكدا أن عالم الآثار أوجست مريت، أول من رفع الأنقاض عن معبدها بالدير البحري، خلال الفترة من ١٩٠٣ إلى ١٩٠٦م.
في عصرنا الحديث خضعت عدة مومياوات مصرية للمسح الطبي، سواء في مصر أو دول العالم، من بينها مومياء الملكة حتشبسوت، حيث قام الدكتور زاهي حواس بإجراء بعض الأبحاث العلمية على بعض المومياوات، والتي تضمنت دراسة محتويات صندوق أحشاء الملكة حتشبسوت بالمتحف المصري، الذي سبق العثور عليه في خبيئة الدير البحري، وعثر بداخلة علي أحد الضروس فاقدا لأحد جذوره من الفك الأيمن العلوي، وبمراجعة ودراسة المومياء وجدوا أنها تفقد هذا الضرس وفي نفس الجانب من الفك، ولتأكيد صفة المومياء تم إجراء تحاليل الحامض النووي لها، ومقارنتها مع بعض مومياوات نفس هذه الفترة، والتي أثبتت صحة نسب هذة المومياء للملكة حتشبسوت، التي توفيت في سن ٥٥ عاما متأثرة بمرض السرطان والسمنة المفرطة.
وكانت حتشبسوت والأهرامات ، بالإضافة لمسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية ، زينوا أول عملة بلاستيكية (بوليمر) والتي تم إنتاجها باستخدام أحدث خطوط إنتاج البنكنوت المطبقة في العالم بدار الطباعة الجديدة في العاصمة الإدارية.