تعامل أجهزة ومؤسسات الدولة مع حادث كنيسة أبو سيفين طمأن المصريين أكثر فى مواجهة الكوارث والازمات .

استيقظ المصريون صباح أمس الأحد، على حادث مروع أدمى قلوبهم، وانهالت الدعوات بأن يحفظ الله مصر، وفورًا تحركت جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها بعد ورود المعلومات بوقوع حريق بكنيسة أبو سيفين بإمبابة؛ للوقوف على ملابسات الحادث والتعامل مع تداعياته بسرعة كبيرة.
متابعة مستمرة من الرئيس السيسي
وكعادته ومع كل مصاب يواجهه المصريون يكون أول الداعمين والمتابعين؛ حيث وجه الرئيس السيسي، كافة أجهزة ومؤسسات الدولة المعنية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة، وبشكل فوري للتعامل مع هذا الحادث وآثاره وتقديم جميع أوجه الرعاية الصحية للمصابين، مؤكدًا أنه يُتابع عن كثب تطورات الحادث، وقام بتوجيه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإعادة ترميم كنيسة أبوسيفين التي وقع فيها الحريق، مقدمًا التعازي لأسر الضحايا الأبرياء الذين انتقلوا لجوار ربهم ومتمنيًا للمصابين الشفاء العاجل.
مدبولي يتفقد مكان الحادث
كما انتقل الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، إلى كنيسة “أبوسيفين” بالمنيرة بمحافظة الجيزة؛ للوقوف على تفاصيل الحادث وتفقد موقع الحادث، وظل متابعًا لجهود مختلف المؤسسات الصحية والاجتماعية في إطار تقديم كافة أوجه الرعاية وتوفير سبل الدعم لهم، في ضوء توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدًا وقوف الحكومة ومساندتها الكاملة لأسر الضحايا.

تحقيق عاجل
وقام النائب العام المستشار حماده الصاوي، بتفقد موقع حادث حريق الكنيسة، موجهًا بتشكيل فريق من النيابة للتحقيق فيه، والذي انتقل لمعاينتها وبدء إجراءات التحقيق لبيان ملابسات الحادث.

طوارئ في الصحة
وشدد الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، على سرعة تقديم كافة الخدمات الإسعافية والطبية، لمصابي الحادث، وطالب قيادات وزارة الصحة بالتواجد في مستشفى العجوزة وإمبابة العام لمتابعة تداعيات الحادث الأليم بشكل مباشر، وموافاته بكافة التفاصيل لعرضها على الرئيس السيسي، وبالفعل تم الدفع بـ30 سيارة إسعاف لموقع الحادث، وتم نقل 55 حالة إلى مستشفيي (إمبابة العام، والعجوزة)، وتم التعامل مع الحالات المصابة، وكذلك حالات الوفاة.
وأوضح «عبد الغفار» في البيان الرسمي للحادث أن إجمالي عدد الوفيات في الحادث الأليم بلغ 41 وفاة، و12 مصابًا، منهم 5 في مستشفى العجوزة، و7 مصابين في مستشفى إمبابة العام، مشيرًا إلى أن 4 من المصابين حالتهم غير مستقرة، مؤكدًا أن معظم حالات الوفاة جاءت نتيجة الاختناق.
ورفعت وزارة الصحة حالة الاستعداد والطوارئ، وقامت بتوفير جميع فصائل الدم وأدوية الطوارئ في جميع المستشفيات التي استقبلت المصابين.

دعم أسر الضحايا والمصابين
وتوجهت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، أيضًا إلى مستشفيي العجوزة وإمبابة العام من أجل الاطمئنان على حالة المصابين، وتوجيه الدعم المادي والمعنوي عن طريق صرف مبلغ 50 ألف جنيه في حالة وفاة رب الأسرة ومبلغ 25 ألف جنيه في حالة وفاة أحد أفراد الأسرة ومبلغ 5000 جنيه لكل حالة إصابة ودعم أسر الضحايا لمدة عام مع صرف معاش شهري للأسر، التى فقدت عائلها، بالإضافة إلى تقديم كافة أوجه المساعدات التى تحتاجها الأسر المنكوبة، كما تقرر صرف 50 ألف جنيه أخرى لأسر الضحايا من قبل الأزهر الشريف والجمعيات الأهلية.
كما انتقل اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة لموقع الحريق لمعاينته والوقوف على ملابسات الحريق ومتابعه اعمال نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج، وقد وجه بصرف إعانة عاجلة بقيمة ٥٠ ألف جنيه لأسر المتوفين و١٠ آلاف جنيه لأسر المصابين.

“الداخلية” تكشف تفاصيل الحادث
وفور تلقي الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، نبأ وقوع الحادث في تمام الساعة 9 صباح اليوم الأحد، انتقلت قوات الحماية المدنية والتي كان لرجالها دور واضح بمجرد وقوع الحادث؛ حيث بادروا بمجرد ورود البلاغ بالدفع بعدد كبير من سيارات الإطفاء محاولين السيطرة عليه وإخماده، وأسفرت الجهود عن إصابة ضابطين و3 أفراد من قوات الحماية المدنية، وسط إشادة كبيرة من المواطنين المتواجدين بالمجهود الذي بذله رجال الحماية المدنية
وكشف فحص أجهزة الأدلة الجنائية عن أن الحريق نشب بتكييف بالدور الثاني بمبنى الكنيسة، والذي يضم عددًا من قاعات الدروس نتيجة خلل كهربائي، وأدى ذلك لانبعاث كمية كثيفة من الدخان كانت السبب الرئيسي في حالات الإصابات والوفيات.
البابا تواضروس يتابع الموقف مع مؤسسات الدولة المعنية
أكد البابا تواضروس، متابعته مع الأجهزة المعنية كافة الأمور المتعلقة بالحادث، مقدمًا التعازي لأسر الضحايا ومتمنيًا الشفاء العاجل للمصابين، قائلًا: “نتابع بكل الأسى الحادث الأليم الذي وقع صباح اليوم، في كنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس أبوسيفين بمنطقة مطار إمبابة، شمال الجيزة.. ونحن على تواصل مستمر مع القيادات المحلية بالمحافظة ووزارة الصحة وكافة المسئولين.. وإذ نعزي أسر الضحايا فإننا نصلي من أجل المصابين والمجروحين واثقين أن يد الله ترحمنا جميعًا”.

إيد واحدة
وتجسيدًا لمعانى قوة الترابط والأخوة بين أقباط مسلمي مصر، أعلن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، استعداد الأزهر لتقديم كل أوجه الدعم إلى جانب مؤسسات الدولة للمصابين وجاهزية مستشفيات الأزهر لاستقبال المصابين مع تقديم الدعم النفسي لهم، كما وجه بصرف إعانات نقدية عاجلة لعائلات المتوفين في حريق كنيسة أبو سيفين.

شهامة المصريين
من رحم الأزمات يولد الرجال والمواقف البطولية التى لا يقوم بها سوى المصريين، حيث كان لجيران كنيسة أبو سيفين والمواطنين، دورا كبيرا في مساعدة المصابين ورجال الإطفاء في السيطرة على الوضع، ولعل أبرزها الشاب محمد يحيى الذي دخل وسط النار وأنقذ 5 أطفال في حريق كنيسة أبو سيفين.