تكريم الشاعرة والكاتبة اللبنانية / تغريد فياض بمنحها عضوية مدرسة إحياء فن المقامات الأدبية فى العصر الحديث

تكريم الشاعرة والكاتبة اللبنانية / تغريد فياض بمنحها عضوية مدرسة إحياء فن المقامات الأدبية فى العصر الحديث

د. حاتم العنانى (المستشار الإعلامى للوكالة) – مصر أم الدنيا

تكريم الأديبة اللبنانية الراقية المبدعة / تغريد فياض (شاعرة / كاتبة) بمنحها عضوية مدرسة إحياء فن المقامات الأدبية فى العصر الحديث ومقرها الرئيسى سوريا برئاسة معالى السفيرة الدكتورة الأديبة / هيام العماطورى رئيسة مجلس الإدارة وإدارة المستشار الإعلامى ومدير العلاقات العامة د. حاتم العنانى .
 
  
جاء قرار مجلس الإدارة للمدرسة بتكريم الشاعرة والكاتبة / تغريد فياض بناءاً على جهودها المبذولة والمستمرة على مد جسور التواصل ما بين الشعوب العربية لزيادة الترابط والحفاظ على الهوية العرببة

 

فن المقامات.. من فنون الأدب العربي الأصيل المنسية

$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$

{يعد فن”المقامات”من أهم الفنون الأدبية التى لم تأخذ حقها مثل باقى الفنون}

المقامات مفردها مقامة – المقامة فى المعجم الوسيط: الجماعة من الناس، المجلس، الخطبة أو العظة، وقصة مسجوعة تشتمل على عظة أو ملحة، كان الأدباء يظهرون فيها براعتهم .

 عناصر المقامة :
************
تتكون المقامة من العناصر التالية :
# الراوي .
# البطل .
# القصة .

 روّاد المقامات :
***********
کان بدیع الزمان الهمذاني (357 هـ 398 هـ) والحریري (446هـ 516هـ) من أبزر کتاب المقامات في العصر العباسي .
ترجّح الآراء والدراسات التاريخيّة إلى أن نشأة فنّ المقامات في الأدب العربيّ يعودُ إلى أبي بكر بن دريد وأحمد بن فارس، وهما من الأدباء العرب القدامى، ولكن لم يصلْنا من المقامات التي ألّفاها إلا عددٌ قليلٌ جداً، أما عن انتشار المقامات بشكل كبير في الأدب العربي، فهو يرتبط بالأديب بديع الزمان الهمذاني، والذي كتب العديد من المقامات المشهورة، والتي ما زالت معروفة حتى هذا الوقت .

 المقامات الأدبية :
************
المَقامات فن قصصي من الفنون اللغوية العربية القديمة في الأدب العربي والذى استخدم فى المجالس الأدبية والتى تهتم بنقل قصة عن شئ ما وهى تهتم برواية النوادر والقصص الفكاهية وتعرف أيضا بأنها نص نثرى يجمع بين فن الكتابة والشعر وتشبه القصة القصيرة فى أسلوب صياغتها ولكنها تختلف عنها بأنها تتميز ببلاغة لغوية فى المفردات والجمل المستخدمة فيها فنصها يحتوى على العديد من الفوائد اللغوية والجماليات الأدبية والأمثال الشعرية الغريبة مما ساهم فى انتشارها بين الناس واهتمامتهم فى متابعتها من أجل إدراك الفائدة المرتبطة بنص المقامة وغالبا ما ترتبط المقامات بقصص خيالية من نسج كاتبها . أنشأها بديع الزمان الهمذاني في القرن الرابع الهجري
والمقامة لغةً تعني المجلس، ثم تطوّرت دلالتها لاحقًا فأصبحت تعني الحديث الذي يُلقى على الناس، إما بغرض النصح والإرشاد وإمّا بغرض الثقافة العامة أو التّسوّل. ثم اكتسبت أخيرًا دلالتها الاصطلاحية المعروفة
والمقامة الفنية أو البديعية، كما أجمع النقاد على تعريفهاهي أقرب ما تكون لقصة قصيرة مسجوعة بطلها نموذج إنساني مُكد ومتسوّل وللمقامة راوٍ يحكيها – دائما آفاق – من صنع خيال الكاتب وبطل، وهي تقوم على حدث طريف، مغزاه مفارقة أدبية أو مسألة دينية أو مغامرة مضحكة تحمل في داخلها لونًا من ألوان النقد أو الثورة أو السخرية، وضعت في إطار من الصنعة اللفظية والبلاغية
أما عن الشخصيات الثانوية فهى محدودة، وتدور على حدث واحد، فى زمن محدود، ومنطقة واحدة، هدفها نقد العادات والتقاليد السيئة والشخصيات السلبية فى المجتمع
وعلى الرغم من أن نشأة المقامة مرتبطة ببديع الزمان، إنما سبقه إليه كُتّاب آخرون مثل ابن دريد، وابن فارس، والجاحظ وغيرهم.وأن بديع الزمان قد استعان بكثير من أشكال الكتابات القصصية التي سبقته وتأثر بمضامينها ليُخرج فن المقامة في شكله النهائي الذي لم يطرأ عليه أي تغيير يُذكر إلى يومنا هذا
ظلت مقامات بديع الزمان الهمذاني الإثنتان والخمسون نموذجًا يحتذيه كتّاب المقامات الذين جاءوا من بعده. وأول هؤلاء وأشهرهم الحريري الذي كتب مقاماته المشهورة واعترف بريادة بديع الزمان لهذا الفن ثم تبعه عدد كبير من الكتّاب القدامى والمُحدثين فكتبوا في هذا الفن، من أبرزهم الزمخشري وجلال الدين السيوطي من المشارقة، والسرقسطي من الأندلسيين. وأما المحدثون فأهمهم اليازجي والمويلحي

يقوم الإطار الفني للمقامة على شخصيتين رئيسيتين مختلفتين هما: شخصية الراوي وشخصية البطل. فالراوي ـ الذي ينتمي إلى طبقة اجتماعية متوسطة هو الذي يمهّد ـ غالبًا ـ لظهور البطل، يتابعه حيثما حل، وهو في كل هذا يُحْسِن طريقة تقديم البطل الذي يكون عادة شخصية ساخرة فصيحة ذكية بليغة تنتمي إلى طبقة اجتماعية متدنية، ولديه قدرة عجيبة على التّنكّر، فهو يجيد لبس الأقنعة، فتارةً نراه ناسكًا واعظًا وأخرى نديم كأس، ومرة ثالثة فقيهًا وهكذا. وهو في كل هذه الأحوال يعتمد على الفصاحة والذكاء والحيلة والخداع لنيل هدفه ممن ينخدعون بمظهره .

وبالرغم من أن التّسوّل من أهم موضوعات المقامة، إلا أنها ليست الموضوع الرئيسي لها، وإن كانت صنعة ملازمة للبطل؛ فقد عالجت المقامة موضوعات شتى مثل النقد بأنواعه المختلفة : الأدبي والمذهبي والاجتماعي، وفيها التعليم اللغوي والأسلوبي، والوعظ والإرشاد، والحيلة والأدب والألغاز.

تعتمد المقامة في أسلوبها على قالب السجع، وعلى الإكثار من استخدام المحسّنات البديعية واللفظية بأنواعها المختلفة، وعلى توظيف الغريب كما هو الحال في مقامات الحريري بصفة خاصة

 خصائص المقامة :
*************
تتميز المقامة بمجموعةٍ من الخصائصِ التي تميّز أسلوبها عن النصوص الأدبيّة الأخرى :
& نص المقامة مملوء بالصناعة اللفظية حيث يحتوى على بلاغة أدبية واضحة، وذلك من
خلال الإعتماد على استخدام الأساليب اللغوية العربية المميزة، ، وعلى الإكثار من استخدام
المحسّنات البديعية واللفظية بأنواعها المختلفة، وهي الطباق، والجناس، والتقيّد التام
بالسجع .
$ تتميز بأن ألفاظها غريبة، بمعنى أن معظمَ الأفكار التي تُبنى عليها المقامة ترتبط بألفاظٍ
غريبة، وقد تكون غير مألوفةٍ عند الأشخاص الذين يسمعون، أو يقرأون المقامة .
$ مليئة بالقصص والحكم، والفوائد، والمواعظ التي تساهم في تسليط الضوء على قضية معينة
$ يجب أن يختار كاتب المقامة بطلاً لها تدور كافة أحداثها حوله، وأيضاً من المهم أن يقوم
شخصٌ برواية هذه الأحداث، ويطلق عليه اسم الراوي
$ تهتم بالتعليم، أي أنها تعمل على إثراء المعرفة الأدبيّة، واللغوية عن الأفراد الذين يهتمون
بقراءة المقامات بشكل دائم
$ يدور أغلبها على الاحتيال والطواف بالبلدان لجلب الرزق
$ يختار كاتب المقامات لمقاماته بطلاً تدور حوادث المقامات حوله، وراوية يروي تلك
الأحداث. فبطل مقامات بديع الزمان الهمداني أبو الفتح الإسكندري، وراويها عيسى بن
هشام. وبطل مقامات الحريري أبو زيد السروجي، وراويها الحارث بن همام وهكذا
وحاول بعض الباحثين أن يربطوا بين المقامة وبعض الأجناس الأدبية الحديثة مثل القصة
القصيرة والرواية والمسرحية، إلا أن المقامة وإن شَابهت هذه الأجناس في بعض خصائصها،
فستظل هذه المشَابهة سطحية. فالمقامة ليست أيّا من هذه الأجناس الثلاثة، إنها جنس قصصي
عربي قائم بذاته

ولفن المقامة أهمية خاصة في مجال الأدب المقارن، فقد قلَّدها بعض الكتّاب الفُرس، كما يُعتقد أنها أسهمت في ظهور رواية المُكْدِين التي ظهرت في أسبانيا في القرن السادس عشر الميلادي، ثم شاعت في أوروبا لتصبح مقدمة لظهور الرواية النثرية بمفهومها الحديث، نظرًا للتشابه الكبير بين البيكارو بطل رواية المكدين الأسبانية وبين أبي الفتح الإسكندري وأبي زيد السروجي، بطلي مقامات بديع الزمان والحريري

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى