التغيرات المناخية وأثرها على الحالة الاجتماعية في مصر

بقلم :الاعلامية/ د هاله فؤاد
تعد مصر من أكثر الدول تضررا وتأثرا بالأثار السلبية الناتجة عن التغير المناخي ، على الرغم من أنها من أقل دول العالم إسهاما في إنبعاثات غازات الاحتباس الحراري عالميا .
هناك مخاطر أساسية للتغيرات المناخية على مصر منها:
زيادة معدلات شح المياة ،حيث تم رصد حساسية منابع النيل لتأثيرات التغيرات المناخية .
زيادة معدلات التصحر .
سيؤثر تغير المناخ على نمط الأمطار في حوض النيلر، ومعدلات البخربالمجاري المائية وخاصة بالأراضي الرطبة .
تدهور الانتاج الزراعي وتأثر الأمن الغذائي .
ارتفاع منسوب البحر وتأثيراته على المناطق الساحلية ، والذي سيؤدي إلى دخول المياه المالحة على الجوفية وتلوثها ، وتملح التربة وتدهور جودة المحاصيل وفقدان الانتاجية.
تدهور السياحة البيئية ، حيث من المتوقع أن يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر إلى تأكل السواحل المصرية ، وقد تتأثر الشعب المرجانية ، كما تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على ألوان وعمر الآثار والمنشأت التاريخية .
التأثير على الانتاج السمكي في البحيرات .
تدهور الصحة العامة ، فمصر معرضة بسبب ارتفاع درجة حراراتها الزائد عن معدلاتها الطبيعية إلى إنتشار أمراض النواقل الحشرية مثل : الملاريا ، حمى الضنك ، حمى الوادي المتصدع . بالاضافة الى الاجهاد الحراري وضربات الشمس .
انتشار الأمراض التنفسية.
انخفاض في إنتاج المحاصيل مما قد يؤدي إلى سوء التغذية وارتفاع أسعار المواد الغذائية .
الدلتا والساحل المصري سيتأثر بالارتفاع في مستوى سطح البحر وستؤدي إلى خسائر في الأراضي الزراعية ، وارتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى زيادة الاستهلاك المائي وظهور أو إختفاء بعض المحاصيل الزراغية .
كما توقع بعض الخبراء غرق أجزاء من بعض المدن الساحلية ، وغرق اجزاء من الدلتا المصرية ، مصدر الغذاء الرئيسي في البلاد .توقعت بعض الدراسات أن تكون قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة هي الأكثر تأثرا من التغيرات المناخية في الاسكندرية ، حيث حذرت أنه في حالة إرتفاع سطح البحر 0.5 متر فقط ،فان الاسكندرية ستفقد نحو 30 في المائة من أراضيها ، وسيضطر أكثر من مليون ونصف مليون شخص للبحث عن مكان أخر للسكن ،كما سيصل حجم الخسارة في الوظائف إلى قرابة مائتي ألف وظيفة .
التغيرات المناخية وأثرها على الفقراء ودور الدولة في مواجهتها :
يتحمل الفقراء الأكثر ضعفا تأثيرات تغير المناخ أكثر من غيرهم بسبب ضعف قدرتهم على الاستجابة والتكيف مع الأضرار الاقتصادية لتضرر المناخ .
ويستخدمون استراتيجيات خاطئة لمواجهة تلك التحديات كبيع الارض او الماشية ، أو إخراج أطفالهم من المدارس ، والاقتراض الذي يدفعهم إلى حلقة مفرغة من الديون والفقر.
ويعد مشروع تكافل وكرامة من الحلول التي توفر الحماية الاجتماعية للأسر الفقيرة :
وهو برنامج للمساعدات النقدية يقدم مساعدة للأسر الفقيرة والأكثر احتياجا ، وذلك عن طريق الاستهداف الموضوعي للأسر التي لديها مؤشرات اقتصادية واجتماعية منخفضة تحول دون إشباع إحتياجاتها الأساسية ، وكفالة حقوق أطفالها الصحية والتعليمية ، هذا بالاضافة إلى مد شبكة الحماية لتشمل الفئات التي ليس لديها القدرة على العمل والانتاج ككبار السن ، أو من هم لديهم عجز كلي أو إعاقة .
مبادرة حياة كريمة :
مبادرة أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر إحتياجا على مستوى الدولة ، كما تسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين الأكثر إحتياجا وبخاصة في القرى .
كما تهدف المبادرة أيضا إلى تقديم الخدمات الطبية والعمليات الجراحية ، وصرف أحهزة تعويضية ، فضلا عن تنمية القرى الأكثر إحتياجا وفقا لخريطة الفقر ، وتوفير فرص عمل بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة في القرى والمناطق الأكثر إحتياجا ، وتجهيز الفتيات اليتيمات للزواج .
ومن ضمن استراتيجيات الدولة للتصدي لأثار التغيرات المناخية ، استعدادها لعقد مؤتمر المناخ في مدينة شرم الشيخ ، والذي يركز على الموضوعات ذات الأولوية في القارة الافريقية خاصة والدول النامية عامة كموضوعات التكيف وتمويل المناخ .
وتهدف الدولة المصرية إلى أن يخرج المؤتمر بنتائج موضوعية شاملة وطموحة ومستندة إلى قواعد علمية ، وأن تدخل حيز التنفيذ .