على خير قصةقصيره صابر قدح

على خير
قصة صابرقدح
كنت الكبير.. وأشك أننى مازلت!! قذفت أمى بى على قارعة الأيام إثنا عشر عاما بينى وبين عمر أول اخوتى العشر
وقفت برهة على تلال الثلاثين سنة التى مضت أسأل أين أنا !؟وكيف مضت تلك السنون؟ لامال ولاطين ولا زواج.. كمُّ يتهالك فى سبيل تلك الأسرة فعائلها أبى يدور فى طاحونة لإطعام وتعليم تلك المدرسة
أصبح لإخوتى وأخواتى بيت وأولاد وأنا أطل من خلف ستائر الأيام أبحث عن نصفى وولدى
لا أذكر أنى عققته غير مرة علا فيها صوتى قليلا أين أنا ياأبى؟!! نظرائى معهم عيالهم تسعى فى أذيالهم وأنامازلت ترسا كبيرا فى طاحونتك لم يستطع الرد إلا بعبرة أبت فى شموخ ألا تسقط… ترقرقت كسحابة ثلجية شتوية لاأعرف هل ذهبت كغيامة أم هطلت ولم أراها
ثابرت فى عملى ودراستى حصلت على الليسانس والذى أكثر ما صنعه معى أننى أعمل نادل.. هاتف جاءنى بأن الطود يصارع جلطة لم تمنعه عن إقام الصلاة على كل أوضاعها
بعد أن كان.. لاتعيقه ظلمة السحر أوهطلة المطر كان منبها لكل من يريد القيام قبل أن
تحيل الكهرباء حياتنا إلى ضجيج موحش
وتطور موجع
كالرياح انطلقت صوب أبى أسبوع كامل دون أن تقع بمعدتى لقيمة تقيم صلبى
أطباء ومشفى وجلسة أخيرة بحضور أمى
وهو يحتضر شفتيه تتحرك بالشهادة وذكر لايسمعه أحد ولايحسه إلا القريب من قلبه
يمسك بيدى ويقبلها تدور رأسي وتتجمع العبرات كجيش يملأ القنوات الدمعية وتأبى مقلتى أن تبلل صفحة خدى
غير حبتين من الماس يعكسهم النور المتدفق من وجه أبى
سنين وأعوام أود أن أجد تفسيرا لتلك القبلة التى لم استطع إثناؤه عنها
ليلتها ..أخفيت خبر وفاته عن أمى وجمعت إخوتى وأعطيت لكل واحد منهم مصحفا وقلت لهم من الأن وحتى الصباح يجب أن ننتهى من ختم القرآن على روح أبانا
إن أبانا على خير
دلفت إلى الخمسين وأخاف من عقوق مصطفى كما عقفت مصطفى
وأمسكت بيده أطبع عليها قبلة علها تنبأنى
عن تفسير
صابرقدح