بلا عـقـلٍ بلا تـنـظـيــرْ
بلا عـقـلٍ بلا تـنـظـيــرْ

د.خيري السلكاوي
مـا أجـمـلَ الشعـرَ في عـشـقٍ القـواريرِ
أحـْــرَى بــه مـَـوْئـلًا صـَـدرُ الـدَّسـاتـيـرِ
شـتانَ بـيـن الـذي بـالعِـطــرِ يـَنـْفـَحُـنـا
وبـيـن مَـنْ يَنتَشي بالنـَّـفْـخِ فـي الكِيـرِ
لا الـنـَّـارُ يُطــفئـُهـا مــاءٌ و لو جُـمِـعَـتْ
كُلُّ البـُحــور ِمـعـًا فـي سُـــوءِ تـَعـْبـيـرِ
كَلَّا و مـــا أثـْمــرَتْ صَـفْــصافـَـةٌ رُطـَـبـًا
في العشـقِ إنْ لمْ تَـذُقْ رَطْـبَ النَّواعِـير ِ
و كَـيْـفَ لـلـمـَـرْءِ يَـصْـبـُو نَحْوَ مَـكـْرُمـَةٍ
فـي عِـشــْقِ لـُؤلـُؤةٍ مـِـنْ غَـيْـرِ تَـوْقِـيـر
يا ويـح مـن أيـنـعـت بالـعـشـق أحـرفـه
فـانـداح مســتـلهـمًا خـُضْـر المقـاديـرِ
يـا سـائـلـي لـم أدع للـعـشـق قــافـيـةً
إلا وروضـتـهـا فـي سـحـر تـصـويــري
مهما تمادى اللظـى في حـرق أشـرعتي
و اسـتتبـعـت سـفـنـي سُـودُ الأعاصـيرِ
(………) تلهــمني و الحـرف يرسـمـني
أســطــــورةً نـبـغــت بـيــن الأســاطـيـرِ
مـا كـنت قـيسًا و مـا بـانت سـعـاد و لا
لغـيـر (……) هـوىً تشـدو عصـافـيـري
لـكـن إذا الـتـقـتـا أسـطــورتـان ســمـت
فــيـنـا بـعــزفــهـمــا كـل المــزامــــيــرِ
أهـديـتها فَـرِحًـا فـي الـشـعر أوسـمتي
ولـم أكن مـخطئًا فـي حـسن تـقديري
سـبحان مـن قدهـا من ضلع مخمصتي
لـحـنـًا تـــدوزنــه عــشــقـًا أغــاديـــري
تـشدو جـنون الهوى في حـضن أوردتي
فـيـسـتـحيل الجـوى قــيـدًا لـتـحـريري
أنـشـــودةٌ نسـجـــت بـالـنــور حــلـتـهـا
و اســتمـرأت غـرقـي بـيـن الـتـفـاسـير
فـالـسـحــر أضرحـةٌ يحـيا المـوات بـهـا
و الـداء لـوعـتــه تـشــفـي عـقــاقيـري
و الـحــسن أجـنـحـةٌ مـن قـَـزِّ مـلمسهـا
فـَضـَّــتْ بـكــارتَـهـا شـوقـاً مـحـاذيـرِي
إن قـلتُ هـيـا اهـبـطي تـنـثـال في ولـهٍ
حــتـى أقــولَ لــهـا هــيـا بــنـا طــيـري
و الـرزق مــكــفــولٌ ألــقًــا بنـظـرتـهـا
لا بـالـعــقــود و لا ســحـــر الـدنـانـيــر
يـنـســاب مـن يـدها و الشمس تحرسه
دومــًا و لـيـس فـقـط عـنـد الـبـواكــيـر
فـي الشـدو بلـبلـةٌ فـي الجـود سـنبلةٌ
فـي العشق تلهمني بـوحي و تشفيري
كـم حــاولـوا فـكـه تــتـرى فـأعـجـزهم
أن الـهـــيـام بـــلا عــقـــلٍ و تـنـظــــيـرِِ
الثـلـج يـدفـئـنـي و الـغـيـث يظمـئـني
و الـنـار تـطـفئـني (شـفوي و تحريري)
الله صـــورهـــا دون الـــنــســاء بــــــلا
نــقــصٍ و أورثــهــا طــهـــر الأســاريــر
تـمـشـي كفـرعونَ إلا فـي مـصـاحبتي
تـمـشي كـمـوسَـى بـلا كـبـرٍ و تـصـعيـرِ
كـأنـنـي الــخـضـرُ لا تــألـو تـســاءلـني
فــي كـل مــا صـغـتـه ضــد الـمـعـايير
حــتـى اهـتـدينا مـعًـا للـصرح تـكـشفه
سـيـقـان بـلـقـيسَ فـي كل الـمـضامير
لو كـنـت مـتـخذًا فـي الـعشق مـذبحةً
مـا اخــترت إلا التـي من غـيـر تخـديـرِ
تـومـي ببـسـمـتهــا تـدنـو بـلمـسـتـهـا
يـهـفـو بـشـهـقـتـهـا للـعـزف زمفـيـري
تـزهـو بسـلـتـهـا حُـمْـرُ الزهـور جــوى ً
تـقــري الجـــوارح فـي شُـحٍ و تـقطـيرِ
فالـصـد مـسـغـــبـةٌ و الـبـعـد مـقـربـةٌ
والـصـمـت مـكـلـمةٌ مـن غـيـر تدبـيـرِ
والـتـوت تـرمـقـــنـا أوراقــه طــمــعــًا
فـي كـشـف ســوءتـنـا جـهرًا بتهكيــرِ
يـجـتاح روضـتـهـا إبـلـيـس مـنـتـشــيـًا
فـيـرتـقـي نـهمــي شُـــحَّ الأزاهـــــيـرِ
فـي الصـبح أزرعهـا قمحـًا بمسـغـبتي
حـتى العـشـاء لمــًا تـُروى بتـخـضيـري
يسـتلهـمـان معــًا غيمــات نـشــوتـنــا
لا صــد يـحـجـبـهـا أو مَحْض تـبــريـــرِ
في الـلـيـل أحـصـدها شـهـدًا و أرغـفـةً
عـلى بسـاط السـنـا من بـدر تـأطــيـري
يـغــريـهـمــا نـَضِــراً تـفــاحُ روضــتـنـا
فـيـهـويـان مـعــــاً فـي جــب تـَغْـريــرِ
سبعٌ عجافٌ مضت في جـمـر رعـشـتنا
يـهـمـي بصرخــتـنـا شـهــد الـقـواريـرِ
حـتى إذا انطـلقـت في الفـجـر مئـذنتي
صـلـت نـواقـيسـي فـبهـا بـتـكــبـيـري
ســيـَّان إن ضـمــنـا فـي بـهــو جــنـتـه
مـيــدانُ طـلـعـت أو مــيـدانُ تحــريـرِ!
—————————
بلا عـقـل .. و .. تـنـظـيــر
——————————————
اتمنى منك الرد على اخر قصائدي يا شاعرنا الراقي
.
____ هل تَعلمون ؟ ____
هل تعلمونَ بِمَن قَد حارَ تفـكـيري
وكَم بَنَـيتُ قُصوراً في أَساطـيـري
وِكَم تَرَبَّـصتُ لُـقــيـانا عـلى أَمــلٍ
بِأَن أُخَفِّفَ عَن صَدري أَعاصيري
أَمَضَّـني الوجدُ حتّى جاءَ مَوعِـدُنا
ودَهشةُ الحُسنِ كانَت فوقَ تَقديري
وَلو شَـرحتُ الَّذي أَلقـاهُ من كَـلَفٍ
لَـما اقتَـنَعـتُ بـوصـفٍ أَو بـتَعـبيرِ
فَبُحتُ بالحُبِّ حتّى اخضوضَلَت لُغتي
بشِعرِ عشقٍ يُنادي . للهوى سيري
سارَت بقُربي وعِطرُ المِسكِ يُثمِلُني
مِـنهـا ترنَّحتُ نشواناً كَـمَخـمـورِ
وأَجَّـجَ الـحُـبُّ قلـبـيـنـا بِـسَطــوتِـهِ
ثُـمَّ انـضَـمَمنا لبعــضٍ دونَ تأخيـرِ
مـابَيـنَ سَـحرٍ ونَحـرٍ كنـتُ أَلثِـمُها
والآهُ مِـنـها كَـعَـزفٍ بالـمَـزامـيــرِ
وأَسودُ الشَعـرِ مـنثـورٌ يُـشـاكِـسُني
وعُنـفُـوانُ الهـوى يـمحو محاذيري
فـَكـانَ لـيـلا بـهـيّــاً لامَـثـيـــلَ لـهُ
أَزاحَ فـيــهِ كِـلانا كُــلَّ مـحظــورِ
حتّى صَحونا وكانَ الفَـجرُ مُقترِباً
بِـزَقــزَقـاتٍ تَـعـالَـت لـلعَـصافـيـرِ
أَحلامُ عشقِ جميلِ بيننا اقتَرَبَت
بِسُرعةِ البَـرقِ في احلـى التَـفاسيرِ
وعُدتُ وحــديَ والذِكرى تُداعِبُني
أَتـوقُ للـوصلِ تِكــراراً كَـمسحورِ
وكـانَ قـلـبيَ مشـدوداً بـصـورتِـهــا
والحُسنُ فيها تسامى فَوقَ تَصويري
ولـو وصَـفـتُ قـلـيلـاً مـن مـفاتِـنِـها
لكـانَ وصـفيَ مـصحوباً بتـشـهـيــرِ
قَـد قَـيَّـدتْنـي وقَـيـدُ الحُبِّ أَعـشـقُـهُ
ولستُ من أسرِها أَسعى لِتَحريري
الشاعر سرمد بني جميل
