وكأن شيئاً لم يكن
وكأن شيئاً لم يكن

الشاعرة ميرا الطيبي (سوريا)

جلس في شرفة حجرته
يدخن سيجارته
وكان الشتاء قد أتي بقسوته
راح يستدرج شعاع الشمس الدافئه
وفي يده كان يحمل فنجان قهوته
يرسم علي شفتاه ابتسامة باهته
وينظر إلي السماء بنظرة
تذكره بصبوته
وذاك الحب الذي كان يحي الليالي الخاوية
وتلك الفتاة الجميلة التي أحبته
وبصوت هادئ كان يدندن غنوته
التي اعتاد أن يسمعها من معشوقته
وبين برهة وبرهة
كان يسأل نفسه ؟
أين هي؟
تلك التي كان الصباح يشرق من وجنتيها
ويذوب القمر حين طلتها
وبين يديها كانت تحمل الفصول الأربعه
واه عالية
تحمل كل المعان والأمال الهاوية
أين هي؟
تلك التي جاءت لتمزج وصال الجمال
صاحبة الإبتسامة الجميلة المترامية
وفي لحظة شرود وخيال
يسمع نداء إبنته
أين أنت ياأبي ؟
فيستفيق
وكأن شيئًا لم يكن
وكأن شيئًا لم يكن.
قصة شعرية
