تاج العارفين وسلطان الأولياء العارف بالله (عبد القادر الجيلاني) الجزء الثاني

تاج العارفين وسلطان الأولياء العارف بالله (عبد القادر الجيلاني) الجزء الثاني 
إعداد/ د. محمد احمد محمود غالى 
للإمام عبد القادر الجيلاني مصنفات كثيرة في الأصول والفروع وفي أهل الأحوال والحقائق والتصوف، مدحه “الإمام ابن تيمية” فقال: (هذا هو التصوف الحق). من أقوال الشيخ عبدالقادر الجيلاني رحمه الله : ” وإنَّ طريقتنا هذه مبنية على: سلامة الصدر، وسماحة النفس، وبشاشة الوجه، وبذل الندى، وكف الأذى، والصفح عن عثرات الإخوان”.
وقال رحمة الله عليه : ” السير سير القلب ، القرب قرب الأسرار ، العمل عمل المعاني مع حفظ حدود الشرع بالجوارح، والتواصل لله ولعباده”.
وقال الجيلاني أيضا : ” كلَّما جاهدتَ النفسَ وقتلتها بالطاعات حييت وكلَّما أكرمتها ولم تنهها في مرضاة الله ماتت قال وهذا هو معنى حديث رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر”.
كان الشيخ عبدالقادر الجيلاني يكتب الشعر أيضا ولكن كان شعره بوصفه طريقة لقول ما يشاء. وكان شعره بليغاً فصحيا يذوب فى الحب والعشق الاواعي ومناجاة المولى عز وجل، ومن أشعاره النديه قوله فى قصيدة “سَقَانِي الْحُبُّ كَاسَاتِ الْوِصَالِ” : 
{سَقَانِي الْحُبُّ كَاسَاتِ الْوِصَالِ
فَقُلْتُ لِخَمْرَتِي نَحْوِي تَعَالِي***
سَعتْ وَمَشَتْ لِنحْوِى فِي كُئُوسٍ
فَهِمْتُ بِسَكْرَتِي بَيْنَ الْمَوَالِي***
وَقُلْتُ لِسَائِرِ الأَقْطَابِ لُمُّوا
بِحَانِي وَادْخُلُوا أَنْتُمْ رِجَالِي***
وَهِيمُوا وَاشْرَبُوا أَنْتُمْ جُنودِي
فَسَاقِي الْقَوْمِ بِالْوَافِي مَلاَلِي***
شَرِبْتُمْ فَضْلَتِي مِنْ بَعْدِ سُكْرِي
وَلاَ نِلْتُمْ عُلُوِّي وَاتِّصَالِي***
مَقَامُكُمُ الْعُلا جَمْعَاً وَلَكِنْ
مَقَامِي فَوْقَكُمْ مَا زَالَ عَالِي***
أَنَا في حَضْرَةِ التَّقْرِيبِ وَحْدِي
يُصَرِّفُنِي وَحَسْبِي ذُو الْجَلاَلِ***
أَنَا الْبَازِيُّ أَشْهَبُ كُلِّ شيْخٍ
وَمَنْ ذَا فِي الرجال أُعْطَي مِثَالِي***
دَرَسْتُ الْعِلْمَ حَتَّى صِرْتُ قُطْباً
وَنِلْتُ السَّعْدَ مِنْ مَوْلَى الْمَوَالِي***
كَسَانِي خِلْعَةً بِطِرَازِ عِزٍّ
وَتَوَّجَنِي بِتِيجَانِ الْكَمَالِ***
وَأَطْلَعَنِي عَلَى سِرٍّ قَدِيمٍ
وَقَلَّدَنِي وَأَعْطَانِي سُؤالِي***}
وبعد عطاء كريم فى حياة كريمة حافله بالعلم والأخلاق والتقوى توفي الشيخ عبدالقادر الجيلاني وقد بلغ التسعين عاما من عمره. كانت وفاته ليلة السبت ١٠ ربيع الثاني عام ٦٥١ هـ، الموافق ١١٦٦م. قام ابنه عبد الوهّاب بتجهيزه والصلاة عليه، وذلك في جماعة من حضر من أولاده وأصحابه، ودفن فى بغداد، في رواق مدرسته، وحين علا النهار فتح باب المدرسة، وهرع الناس للصلاة على قبره وزيارته. رحم الله الشيخ عبدالقادر الجيلاني ورضي عنه وأرضاه.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى