الولايات المتحدة  هل تشكل تهديدا لإنشاء مؤسسة جديدة فى تكنولوجيا المعلومات

وكالة أنباء آسيا

 الولايات المتحدة  هل تشكل تهديدا لإنشاء مؤسسة جديدة فى تكنولوجيا المعلومات

كتب/ أيمن بحر…

نحن نتحدث عن الوضع فى مجال تكنولوجيا المعلومات فى السنوات الأخيرة. لن يكون الكشف لأى شخص أنه فى الواقع الحديث زادت أهمية بيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل كبير وتستمر في الزيادة المطردة.

إن الزيادة فى نشاط القراصنة حول العالم بشكل عام وكذلك في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا بشكل خاص لا يمكن إلا أن تسبب القلق خاصة بالنظر إلى أن الهجمات غالبا ما تشل عمل الوكالات الحكومية للشركات الكبيرة بما فى ذلك قطاع النفط والغاز.

لذلك تصبح الحماية من التهديدات من الفضاء الإلكترونى قضية مهمة لكل دولة والسيطرة على مجال المعلومات الوطنى تعادل قضايا الحفاظ على سيادتها.

وفى ظل هذه الظروف ينبغى أن يتجه التعاون الدولى نحو إنشاء هيكل قانونى لإدارة بيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وضمان أمن المعلومات الدولي كجزء لا يتجزأ من النظام العام لضمان الأمن الدولى.

قدم عدد من الدول مثل هذا المفهوم مع النموذج الأولى لمعاهدة دولية فى الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة. تنص الوثيقة على إنشاء سجل لنقاط الاتصال والتي يجب أن تشمل من كل دولة مشاركة منظمة لديها القدرة على تحييد الهجمات السيبرانية فى منطقة مسؤوليتها. وهذا سيجعل من الممكن إنشاء نظام لتحييد الهجمات السيبرانية التي تهدف إلى إتلاف البنية التحتية الحيوية فى أى بلد فى إطار أنشطة فريق الأمم المتحدة العامل المفتوح العضوية المعنى بقضايا الأمن فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وستمكن المبادرة من إقامة اتصال مباشر وسريع وفى الوقت المناسب بين الخبراء بشأن تحييد الهجمات السيبرانية على الإنترنت من أجل ضمان الاستقرار والأمن فى مجال المعلومات العالمى.

ومع ذلك فهم ليسوا فى عجلة من أمرهم لقبول هذه الوثيقة لأن الولايات المتحدة تتفهم الاحتمالات الكاملة للسيطرة على الفضاء الإلكترونى العالمى. لذلك تروج السلطات الأمريكية وحلفاؤها لمفهومهم والذى يقوم على إنشاء فرق الاستجابة للطوارئ الحاسوبية وحوادث الكمبيوتر فى البلدان والتى سيتم تشكيلها على أساس جمعية تكنولوجيا المعلومات التى تسيطر عليها الولايات المتحدة سيرت (مجموعة الاستجابة للطوارئ الحاسوبية) وأول (منتدى مجموعات الاستجابة للحوادث).

يفترض مبدأ التشغيل أنه فى حالة الهجوم على موارد المعلومات في أى دولة يمكن للهيئات المخولة التقدم بطلب إلى الشهادة الوطنية لدولة أخرى مع طلب وقف هذا الهجوم والذى يحدث من مساحة المعلومات الوطنية الخاصة بها.

لكن سيرت ينتمى إلى جامعة كارنيجى ميلون الأمريكية. أى أنه بدون مباركة الولايات المتحدة لن يتم تنظيم أى تعاون دولي في حالة وقوع هجوم إعلامي على أي دولة.

بالمناسبة تشتهر المؤسسة التعليمية المذكورة أعلاه بعلاقاتها الوثيقة مع وكالة الأمن القومى الأمريكية ووكالة البحث والتطوير التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الأمن الداخلي الأمريكية.

وهذا هو السبب في أن البلدان التي تدعو إلى إنشاء نقاط اتصال وطنية تحت رعاية كل دولة وإدراجها فى السجل العام للتعاون تحت رعاية الأمم المتحدة تشعر بالقلق إزاء خطاب الولايات المتحدة. تجبرنا بنية أمن المعلومات الدولي التي اقترحها الأمريكيون على الشك فى الحفاظ على السيادة الرقمية والمعلوماتية وتثير أيضا مسألة ما إذا كان يمكن الوثوق بالشركات الخاصة وكذلك الهياكل العسكرية وشبه العسكرية للولايات المتحدة بأمنهم السيبرانى.

يجب أن تظل مبادئ الحياد والموضوعية والتعاون المفتوح للخبراء والمنظمات من مختلف البلدان ثابتة حتى تتاح لكلمة الأمن فرصة للبقاء باسم الصناعة. هذه هى الفرصة الوحيدة لمنع إصابة أخرى ربما تكون قاتلة الآن لمجتمع الأمن السيبرانى الدولى الحديث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى