والذين قاموا بعمل إنساني وأخلاقي وقيمي حضاري راق، وتاريخي سيضاف لأوراق معركة الحرية ( الطوفان)، ضد الاحتلال والظلم والعنصرية والدمار.
في الوقت الذي لم يسكت فيه خريجوا المدارس الدينية ومراجعها الكهنوتية العليا، أو خريجوا الليبرالية، أو القومية العربية فقط عما يجري في غزة من إبادات وحشية وتطهيرات عرقية منتهجة، ومحارق لغزة تفوق قدرة تخيل العقل البشري على تصورها، بل سكتوا عن ذلك ولم يسلموهم أذاهم وحاصروهم وحكموا عليهم بالإرهاب حد تجريم الدعاء للمقاومة بالنصر، بل وحد التبرؤ من الهوية العربية الفلسطينية والتطبيع مع الكيان المحتل حد التشابه والاشباه…
شكرا جنوب أفريقيا بحجم الطفولة والأمومة المنتهكة من قبل إرهابيل الفاشية وأمريكا الاستعمارية النازية.
شكرا بحجم التاريخ
وبحجم الأعراف وشرائع العدل الإلهي وقوانين وقيم الإنسانية الرسمية الغائبة في غابة من يحكمون ويتحكمون اليوم لولا حضوركم أنتم !
شكرا لكم مهما كانت النتائج!
فكما تعلمين ويعلم العالم كله أن إرهابيل كيان محتل قاتل غاصب منذ ثمانين عاما ومستثنى أمريكيا وأوروبيا من كل قانون أو قرار مدين لها منذ ماقبل قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بأراضي 1967 م.
وشخصيا لست أعول على القوانين الدولية ومحاكم عدله الدولية
لأنها مسميات غير موجودة كحقائق تطبيقية، وفقدت قيمتها ومصداقيتها في غزة وغير غزة مسبقا في الشرق الأوسط
والذي يحق له وإن كان محتلا وهمجيا ومجاهرا علنا بالقتل والتصفيات العرقية والتهجير القسري وتنفيذ ذلك يوميا أن يدافع عن نفسه في عرف رموز الإرهاب نتياهو بايدن وبلينكن وبيتهم الأبيض وإن أبادوا الأطفال والنساء والشيوخ ودمروا وأحرقوا كل شيء( المدارس، والمساجد، والكنائس، والمستشفيات، والجامعات، والحدائق، ودور المسنين والإعاقات، ومقرات المنظمات الإنسانية، ولم تسلم حتى قوافل الإغاثات الدولية، والمسيرات المهجرة قسرا لجنوب غزة وإن رفع بعضهم العالم الأبيض، وقتلوا كل من يبين الحقيقة وينقلها للعالم وباستهداف متتابع لأفراد أسرته كجبل الثبات والصبر/ وائل الدحدوح مثلا لا حصرا…
فماالذي فعله حكم محكمة العدل الدولية مثلا بإدانة جدار الفصل العنصري في الضفة الذي وصفته باللاشرعي سابقا، هل أزالته ؟
إنما
شكرا بلاحد ولا عد ولا انتهاء !
بحجم 90 ألف مدني فلسطيني محاصر سقطوا ما بين قتيل وجريح ومعظمهم من النساء والأطفال ونزعة عرقية عنصرية بربرية فاشية فاقت فاشية هتلر في قتله الأطفال وفي فترة زمنية قصيرة لم تتجاوز الثلاثة أشهر لكنها الأعنف والأخبث في تاريخ العالم كله وبدعم أمريكي أوروبي لم يشعر قط حتى الآن بما فعله في العراق وأفغانستان وسوريا والفيتنام وهيروشيما…
لأنه كإرهابيل لا يرى بشرا يستحق الحياة والعيش، يرى فقط معابرا وبحارا وآبار نفط، وثروات يجب السيطرة عليها والتحكم فيها وفي شعوبها، لذلك من المتوقع أن تلقى دعوتك رفضا ومحاربة غير مباشرة أو مباشرة، وحسبك أمام الله والتاريخ وشعوب العالم أنك أديت دورك وقمت بواجبك وأرحت ضميرك…
شكرا…
باسم الذين يقتلون في غزة حتى هذه اللحظة وبعدها، فغزة التي تترافعين عنهاالآن تحترق وسكانها يسقطون ومستمر قتلهم بالدقيقة وبوحشية فقدت هويتها الإنسانية ولم تعد تمتلك ولو ذرة من خجل أو حساب حتى لحرمة المحكمة الدولية على الأقل.!
لأن حكومة أمريكا التي سقطت قيميا وأخلاقيا فوق المحكمة وفوق الجمعية العمومية للأمم المتحدة وفوق القوانين الدولية وفوق البشرية كلها، ولم تعد تبالي لا بسقوطها ولا بتشويه سمعة الشعب الأمريكي الإنساني الحر…
شكرا…
لأنك أكدت لشعوب العالم كله والذي لم يكترث صناع القرار الأمريكي الغربي حتى الآن بثورات غضب الإنسانية على مايجري في غزة من مذابح وجرائم حرب أخجلت جبين الإنسانية
فأكدت أنهم يمارسون الجريمة الرسمية بذرائع كاذبة وهي مكافحة الإرهاب وهم الإرهاب كل الإرهاب غير أن صفتهم الرسمية تعفيهم من العقاب، وتجعلهم فوق القانون…
ولعل طريقة التعامل مع الأسرى بالمقارنة كافية لتأكيد من هو الإرهابي !
ويجب التنبيه هنا أن محكمة العدل الدولية تفصل في قضايا البلدان، ومحكمة الجنايات الدولية تفصل في شؤون الأفراد وإذا ما أردنا محاكمة الإرهابي القاتل نتياهو أو غالانت أو بن غفير أو غيرهم من وزراء ذلك الكيان والذين أعلنوا رسميا منهجية القتل والتصفيات العرقية والتهجير القسري وتنفيذ سياساتهم الإرهابية فهذا يعني أنه يجب رفع قضايا أولئك الأفراد القتلة لمحكمة الجنايات الدولية…
شكرا…
بحجم( نيلسون مانديلا) زعيم الحرية والحقوق الإنسانية والثورة والنضال والفكر الإنساني العظيم،
يا بلد القيم الإنسانيةالسلام…
لأنك تريدين كشف نفاق وكذب العالم الغربي الحاكم وازدواجية معاييره!
شكرا
باسم الإنسانية التي تشعر بالعار…!
باسم كل الأديان السماوية عامة
وباسم الإسلام على وجه مخصوص
دين المحبة والسلام والتعايش الذي عكستموه ثقافة سلوكية، وعكسه معظم أبنائه ونخبه ملكية خاصة للحاكم.