د. حاتم العنانى يكتب:حوار ملاك مع أدواتها المدرسية
د. حاتم العنانى يكتب:حوار ملاك مع أدواتها المدرسية

د. حاتم العنانى (القاهرة)
لقد قرأت بعض القصص للقاصة الصغيرة ملاك، ما شاء الله من أروع ما قرأت لطفل، فالبرغم من أن المؤلفة صغيرة العمر إلا أن إبداعتها بحجم السماء حيث تتميز بعبقرية الأسلوب .. فهى أديبة فطنة .. سابقة لعمرها. وفى قصة ملاك هذه نجد تجربة فريدة وجميلة، بل الأولى من نوعها لطفلة مبدعة، ألا وهى حوار بينها وبين أدواتها المدرسية.ربى يحفظك أميرة الأميرات وجميلة الجميلات حسناء أطفال الجزائر “ملاك” المبدعة.
ملاك مع الأدوات المدرسية
القاصة: معالى السفيرة ملاك برحايل (الجزائر)
عندما اقترب موعد الدخول المدرسى، ذهبت أنا وأبى وأخى إلى المكتبة لافتناء الأدوات المدرسية. عند دخولنا المكتبة، وكانت كبيرة ومكتظة بالأدوات المختلفة المنظمة فى صفوف فوق صفوفها البلورية. بيع الأدوات المدرسية.
تشتت نظرى بين قائمتى وما يوجد على الرفوف من مبراة، وممحاة، ومحافظ، وكانت متنوعة من حيث الشكل والألوان، نادتنى صديقتى الممحاة:
أنا هنا على الرف الثالث، ممحاة أنيقة ، ألوانى متناسقة، وسأساعدك فى محو أخطائك، ولن أترك أثراً. تبسمت ووضعتها بلطف فى سلتى.
أسرعت إلى مبراة على شكل ميكروفون، بنفسجية اللون أخذتها وأنا مبتسمة، قالت لى:
سأكون صديقة ألوانك، وأجعل رؤوسها حادة.
نادانى أخى وقال لى:
أنظرى إلى الألوان، إنها كثيرة ومتنوعة، فبقيت مندهشة حائرة فيما سأقتنيه. أخذ أخى علبة جميلة، ونصحنى بها، وقالت لى العلبة هامسة فى أذنى:
سأجعل رسوماتك مميزة. أما المساطر، كان لى نوعاً أحبه، ذهبت وتجاهلت كل الأنواع، وأخذت ما أريد. قالت لى المسطرة:
كنت متأكدة أنك لن تنسينى حبيبتى، لأننى سهلة الاستعمال، وسأجعل كراريسك منظمة حين وضعتها فى السلة شعرت أن أدواتى تتعرف على بعضها، رأيت أخى وهو يحمل سلة بها كراريس، وكل المتطلبات، فبقيت مندهشة قائلة له:
هل السنة الثانية تستلزم كل هذه الأدوات؟ كيف لى أن أحملها كلها فى محفظتى إنها ثقيلة جداً.
تبسم والدى وهو يحمل بيده محفظة أنيقة، وهو يقول لى:
أنها محفظة طيبة يا بنيتى.
أسرعت أمسكت بها، وشعرت أنها تحتضننى، وتطمئننى بأنها ستكون خفيفة على ظهرى، وحامية لأدواتى. توجهنا للصندوق لتسديد مستحقات أدواتى، ومن شدة فرحتى قبلت يد أبى شاكرة إياه على مرافقتى للمكتبة، هكذا كانت رحلتى البسيطة فى عالم الأدوات المدرسية.