حبر أسود ... شعر الأديب/ محمد رضوان ... ما زلت أبحث عنكِ يا مدينة السراب.. رغم ما يبدو في أفقي من راحل السحاب.. ما زلت أسرق شهقة شاردة من عطر جسدكِ يا زهرة اللوتس ما زال حرفي يطارد حرفكِ في أفق أوراقنا البيضاء ما زال نبضي يعاود نبضكِ على مشارف الغياب.. ما زالت كلماتي تعانق كلماتكِ عشقاً شوقاً حزناً يأساً باسطة ذراعيها كجناحي عصفور مستقبلة البكور مُلوّحةً بكفّها الشاحب عند وداع الأحباب.. ما زالت قصائدي تتجسّس على نجوى حنينكِ القابع في قبو صدركِ المحكم الإغلاق. ما زالت قصائدي تترقّب أية نبضة زائدة كي تقفز فرحاً فوق عشب الكبرياء و تلامس السماء و تنبت في لحظة حدائق الريحان في هامد التراب.. ما زلت أراهن على المحال رغم انتحار جميع الأسباب.. ما زلت عنيداً يا سيدتي طفل عنيد يريد أن يقصّ شريط الاحتفال بذاته و يرحل في هدوء ذاك الطفل الذي نضج مبكراً و ما عاد يعنيه ما سوف يكون حلم أم وهم ما عاد يرقب من عينيكِ مطراً فهو يعلم جيداً أن الرواية قد انتهت مبكراً و أننا الآن نستمع إلى دهشة الحضور و أن أمطار الحبر الأسود إن سقطت فوق شقوق السطور لن تُمحى قُضي الأمر يا سيدتي و الكتاب.. محمد رضوان / مصر