أحمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام: وقف العدوان على غزة خطوة لتحقيق العدالة

تمكنت دولة الإمارات العربية فى أصعب أوقات الصراع وبإجماع الأصوات من الحصول على موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على القرار 2720، واعتماده بشأن اتخاذ خطوات جوهرية وملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية التى يحتاجها الفلسطينيون فى القطاع.. هذا فضلا عن ضرورة حماية موظفى الأمم المتحدة والعاملين فى المجال الإنسانى على الأرض، والأهم هو وقف الأعمال العدائية فى غزة بشكل مستدام، الذى يعتبر خطوة مهمة فى طريق تحقيق العدالة، عن أهم بنود القرار ووسائل تطبيقها وتأثيرها على ارض الواقع، كان حوارنا مع أحمد الجروان، رئيس المجلس العالمى للتسامح والسلام ورئيس البرلمان العربى السابق، الذى تناول خلاله بالتحليل والمناقشة العديد من النقاط الجوهرية فى هذا القرار.

< بوصفك رئيس المجلس العالمى للتسامح والسلام، كيف ترى الإنجاز الذى حققته الإمارات باعتماد مجلس الأمن قرارا يعزز الوضع الإنسانى فى قطاع غزة، ويسمح بتقديم المساعدات بشكل موسع ودون عوائق؟
من أول يوم تسلمت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة رئاسة المجلس وهى تتقدم بمطالب مشروعة للشعب الفلسطينى لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر وحماية المدنيين، وحل الدولتين، وكلها مطالب مشروعة وتتفق مع ما ينادى به العالم من ضرورة إيقاف هذه الحرب الشرسة.
حيث إن مصادقة مجلس الأمن على القرار 2720، الذى تقدمت به دولة الإمارات العربية المتحدة يعتبر نجاحا باهرا لدبلوماسية أبوظبي، وذلك من خلال صياغة القرار نفسه، فضلا عن أهميته، والوقت الذى طرح فية ، لاسيما انه تم التصويت علية بالإجماع داخل المجلس وذلك لمراعاة ما تحتاج إلية المنطقة والقضية بشكل عام لمثل هذه النوعية من القرارات التى لم تغفل من تقديم الدعم الإنسانى للأشقاء فى غزة وفلسطين بصورة عامة، كما تسعى الإمارات إلى تفعيل كافة الجوانب التى تسهم فى تفعيل القرار وتعمل على نجاحه.

< القرار الذى تقدمت به الإمارات شمل ستة مطالب أبرزها اتخاذ خطوات عاجلة لوقف الأعمال العدائية فى القطاع بشكل مستدام إلى أى مدى سيتم تفعيل هذا الطلب على ارض الواقع؟
فى الحقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة لها العديد من المبادرات المهمة التى تحتاج إلى عوامل داعمة لتفعيل مثل هذه القرارات، منها الدعم الإنسانى واللوجيستى، لأطفال ونساء فلسطين، وغيرهم من المحتاجين لمثل هذه المساعدات، لذلك كان لابد من وجود قانون يحمى ويعزز تقديم المساعدات الإنسانية، لذا انطوى القرار على العديد من البنود واجبة التنفيذ، حيث يطلب القرار من الأمين العام للأمم المتحدة تعيين كبير لمنسقى الشئون الإنسانية وشئون إعادة الإعمار، الذى سيكون من ضمن مهامه رصد الشحنات التى يتم تسليمها إلى قطاع غزة، والتحقق من الطبيعة الإنسانية لها وإنشاء آلية مساعدات تحت قيادة الأمم المتحدة لتيسير وتسريع عملية تسليم المساعدات إلى القطاع.
كما طالب مجلس الأمن جميع أطراف النزاع بالتعاون مع المنسق لضمان اضطلاعه بولايته دون عوائق، وسيعزز القرار أيضا استجابة الأمم المتحدة للأوضاع وضمان حصولها على الدعم الكامل من قبل مجلس الأمن. كما يدعو إلى اتخاذ خطوات عاجلة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية فورا وبأمان ودون عوائق وعلى نطاق واسع، ووقف الأعمال العدائية فى قطاع غزة بشكل مستدام، كما يطالب القرار أطراف النزاع بضرورة ضمان سلامة وأمن موظفى الأمم المتحدة والعاملين فى المجال الإنساني، فى ضوء مقتل أكثر من 136 موظفا من موظفى كالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”. كذلك إطلاق سراح جميع الرهائن فورا دون أى قيد أو شرط، وضمان حصولهم على المساعدات الإنسانية، ويطالب القرار أيضا أطراف النزاع بتيسير استخدام جميع الطرق المتاحة إلى قطاع غزة وفى أرجائها.

< كيف تقيم دور دولة الإمارات فى دعم القضية الفلسطينية منذ بدء التصعيد وحتى وقت إصدار هذا القرار؟
دولة الإمارات مستمرة فى تقديم الدعم والمساعدة للأشقاء بصورة عامة، خصوصا فى الوقت الراهن، وما قامت به المندوب الدائم يعكس مدى اهتمام الدبلوماسية الإماراتية فى الوجود فى بالمكان والزمان المناسبين، حيث قادت السفيرة نسيبة، زيارة لأعضاء مجلس الأمن الحاليين والمقبلين إلى معبر رفح الحدودى بين مصر وقطاع غزة، اطلع فيه أعضاء مجلس الأمن بشكل مباشر على الحاجة الماسة لإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية وعدم كفاية النظام الحالي، كما التقى أعضاء المجلس بمسئولين حكوميين وأمميين، ومسئولين من المنظمات الإنسانية العاملة على الأرض. وشاهدوا آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية من حول العالم غير قادرة على الدخول إلى غزة لإغاثة المحتاجين، الذى يعتبر وسيلة للمساعدة على تنفيذ بنود القرار على أرض الواقع، فضلا عن معالجة التحديات التى تحول دون تحقيقه. هذا إلى جانب الدعوة الجدية فى العمل والوجود على الأرض لتحديد ما يحتاج إليه الأشقاء فى غزة وتوفيره بأقصى سرعة والذى يعتبر نجاحا للدبلوماسية وتميزا واستمرارا للعقيدة الإماراتية فى تقديم كل وسائل الدعم للقضية الفلسطينية .

< كيف تقيم موقف المجتمع الدولى من حرب الإبادة التى يتعرض لها شعب غزة؟
ما تقوم به إسرائيل فى غزة زاد من حدة الكراهية ، وولد ثقافة عدائية جديده تجاهها، الذى بدوره يتنافى مع توجهات المجلس العالمى للتسامح والسلام الذى يدعو إلى نشرها بين أبناء العالم أجمع، ودعم التعاون والتواصل فيما بينهم.

< أعلنت دولة الإمارات أخيرا عن استضافة ألف طفل فلسطينى مع عائلاتهم، فضلا عن عدد من مرضى السرطان، كذلك تقديم منح دراسية. كيف تسهم مثل هذه المبادرات من التخفيف من معاناة الشعب الفلسطينى؟
لم تكن هذه المبادرة الأولى من نوعها، لكنها بشكل عام تساعد فى تضميد جراح الكثير من المحتاجين إليها فى هذه اللحظة، كما أنها تخفف من المعاناة، وترسل رسائل إيجابية إلى أبناء فلسطين من أنهم فى قلب الإمارات وتحت رعايتها، هذه ثقافة دبى فى تقديم الدعم وحماية أبناء العروبة، فضلا عن دعم أبناء الإمارات لأهلنا فى غزة وتقديم كل وسائل المساعدة، مما يعزز شراكة الشعب والقضية الفلسطينية المركزية فى المنطقة التى لابد أن تحل، حيث إنه من الضرورى أن يكون هناك خط مستقيم للوصول إلى حل عادل لهذه القضية العربية الأزلية .

< ما الدور الذى يلعبة لدعم أهل غزة فى مواجهة حرب الابادة التى يتعرضون لها؟
يسير المجلس فى نفس النهج العالمى المتبع، حيث إنه من الضرورى إيقاف هذه الحرب وتمتع شعب غزة بالحصول على كل احتياجاته والوصول إلى حل سريع لمثل هذه القضية، لاسيما أنها طلبات مشروعة ومن حق الجميع.

< يتمتع المجلس بمشاركة واسعة بين العديد من دول العالم، كيف تساهم هذه الشعبية الكبيرة فى تقديم الدعم والمساعدة لأهل غزة؟
نسعى بكل الوسائل الممكنة إلى نشر هذه الثقافة عبر المجلس وقنواته المختلفة بين كل الشعوب المنتمية له للمساعدة فى تقديم الدعم الكافى للقضية بشكل عام وأهل غزة على وجه الخصوص لاسيما فى الوقت الراهن.

< ما تقييمك للدور الذى قامت به دولة جنوب إفريقيا وتحويل الأمر للمحكمة الجنائية الدولية؟
تطبيق القانون الدولى موقف ريادى، ومن حق الشعب الفلسطينى أن يتمتع بالحرية، ولا بد من إيجاد حلول سريعة لإيقاف آلة الحرب الشرسة، التى تدمر كل شىء أمامها دون تحقيق نتائج ملموسة سوى قتل المدنيين الأبرياء.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى