فى قلبي أنثى غير عادية .. قصة قصيرة للكاتبة: هيام على بيومي

تقول له : -لماذا لا تقل أحبك؟
-لأني استحي أن أقول كلمة لا تعبر عما أشعر به تجاهك، فالحب عندى ليس كلمة يقولها ولد مراهق لأول بنت تعجبه تضاريسها،ولا أحبك على طريقة الشعراء الذين يتغزلون فى قوام المرأة وسحر عينيها ثم ما يلبث أن يزول مع صدام حقيقي بالواقع أو بلقاء من هي أجمل منها..
الحب عندى ليس ليلة ألهو بها معك ولا فعل فاضح يبرره ذلك الخاتم الملتف حول إصبعك ، ولأنك عندى أغلى من كل ذلك فلا أظن كلمات اللغة كلها تعطيك قدرك أو تحتمل تلك الأعاصير التى يختلج بها صدري..
-هل يعنى ذلك أنك تحبني أكثر مما فعل الناس جميعا؟
-لا أعلم كيف أشرح لك؟!
أو كيف تتحمل حروف اللغة المحدوده شعورا غير محدود؟! لا أدري ماذا أقول فعندما أراك صدفة تعبرين الطريق لا يكون شعوري أبدا عاديا، لأن العادي فى وجودك يصبح استثنائي، حتى أن نواميس الكون تتغير حين حضورك..لأنك غير عادية يختفى بوجودك صخب الكون وتصمت أوجاع القلب وأصبح روحاً طائرة تتلمس أنفاسك فى الجو لتكون روحاً تملأ صدرى حياة بدونك لا حياة فيها .
فى حضورك لا أكون عادياً فلست معك سوى طفل تشرد بين أحضان الكون حتى وجد حضنك كوناً يليق به .
لا أنك لست عادية لأننى لا أستطيع أن أقارنك بكل تلك النساء اللائى هن لا شىء بجوارك ويصبحن نقاطاً على الخريطة فقط فى حضورك .
قد تكونين عند غيرى مجرد أنثى عابرة تضاف لألاف الجميلات لكنك عندى كوناً تحتكرين فيه الجمال وكل النساء ،
حبيبتى لا أحد يراك كما أراك ولا أحب أن يفعلوا فأنا أشفق عليهم من سحر حضورك الذى يجعلنى بلاشك لست عادياً فأنا حبيبك وكفانى فخراً أن لى فلب لا يرى سواك ،
لأننى أراك بقلبي وفى قلبي أنثى أبداً لم تكن عادية .
-لا أشعرأنك تشتاق إلى فى غيابى فرغم كل ما تقول أجدك تقابلنى بفتور .
-لست تفهمين ما أمر به فأنا عندما أراك تشتعل داخلى ثورة كبركان خامد ما لبث أن اشتعل ، ورغم ذلك أملك كبرياءاً شرقياً يجبرنى على التحكم فى ثورته ،ولا أريد أن يشار إليك يوماً أن حبك كان بقلب مجنون مثلى.
لماذا لا تحبنى بالطريقة العادية ؟
-هل الحب عندك أن تتلامس يدينا بشغف كلما إلتقينا ،أو أن الثم شفتيك لأشبع بعض شهوتى نحوك؟ بالطبع لا .. فانت عندى مثل مدينة محرمة أوكتاب مقدس لا يمكن أن أقرأ بعض عباراته إلا بعد ان أتطهر ، ولأنك لست عادية فلا يمكن أن يكون حبك عادياً بنظرة خافتة وشهوة نشبعها فى جانب حديقة أو مدخل بيت أو ركن منزو من طريق غير مضىء ،
كيف تطلبين منى أن أجعلك مثل الفتيات المائلات فى الطرقات الباحثات عن نظرات الإعجاب وأنا أغار علي أنفاسك فى الهواء أن يشتمها أحد بعدك ،فمن فضلك لا تجبرينى أن أحبك مثلما يفعلون فى التلفاز أو خلف شاشات السينما الضخمة وأفلام الهاتف .
-اختلافك يخيفنى؟
-وكيف تخافين من رجل انت كل عالمه وكل أحلامه ؟ كيف تخافين من رجل لا يراك جسدا يعجبه بقدر ما يراك قلباً نقياً لا يشبه كثيراً من القلوب التى تحيط بنا ؟بل كيف تخافين من رجل لا يهتم كثيراً بصيحات الموضة وحجم الشفاه ومقدار ارتفاع النهود ؟
نعم انا ذلك الرجل الذى يرى الجمال أنت ،والنساء أنت والكون أنت ؟فهل تعلمين لماذا ؟
لأنك مازلت تمليكين براءة الماضى ولم تغيرك رتوش اليوم ولا تبهرك مساحيق التجميل التى يخفون خلفها ملامحهم العادية بل لأنك مازلت إلى اليوم نقية مثل قلعة حصينة أبت أن تتلون مع الزمن فبقيت جميلة كما هى بل وغير عادية…