أمل السودي تكتب: صور من الأوبئة الاجتماعية

 

(أوبئة) وبعبارة أدق (علل)

كلنا يدرك ما تعنيه هذه الكلمة من معاني وإيحاءات متنوعة ومألوفة لنا من أوبئة بيئية كالتلوث البيئي بأشكاله و أنواعه 

فهل سألتم أنفسكم ؟

عن ذاك الذي يعشعش في مجتمعاتناوعن تلك العلل التي ترجمت إلى سلوكيات مرضية 

انظروا إلى تلك الصورة من تلك الصور :

(يطرق الباب على أصحابه ليحلَّ ضيفاً عندهم فيؤهل ويسهل به بكل حفاوة ورحابة صدر 

فيجلس بكل فخر واعتزاز و كأنه يمنُّ عليهم زيارته لهم بشكل يدعو إلى الغرابة بل إلى الطرافة حيناً وليت المشهد يقف عند هذا الحد .

بات يمنُّ عليهم حتّى في طعامهم الذي أعدّوه له كواجب ونوع من حسن الضيافة واللطافة واللباقة.

فهذا النوع من الصور تحمل في طياتها الكثير من الأمراض الاجتماعية والنفسية كادعاء الكرم والجود إلّا أنَّ حقيقة هذه الصورة عكسية لها وجه آخر لأناس لا يشعروا حتّى بالإحراج من هذه السلوكيات الاجتماعية العليلة بل ومن الطرافة والغرابة أنّهم يحاولون إثبات الصفات النبيلة من كرم وجود

لا تنتمي إليها نفوسهم غريبة عنهم لا يرتقوا لها لا لشيء سوى أنّهم يرضون عقد النقص فيهم والتي تقوم بتوجيه سلوكهم الاجتماعي 

سبحان الله ! 

يعاني هؤلاء معاناة نفسية صعبة ،و لدرجة عالية من جهاد النفس وإرغامها على التّحلي بسلوك غريب عن أنفسهم يحاولون التظاهر به لكن للأسف هذا النوع من ( البخلاء )بخلاء حتى للعبارات الجميلة والابتسامات وحتى في المشاعر .

بشكل يثيرفي نفوسنا الاشمئزاز والغرابة التي لا تخلُ من الطرافة .

لا تستغربوا إذا أخذنا هذه الصورة الاجتماعية 

من منطلقها ، وتفسيرها النفسي .

رحم الله كاتبنا الجاحظ ، ليته استطاع معاصرة هؤلاء -تصوروا يرعاكم الله- ليصفهم بأدق الأوصاف والصفات النفسية فيرى العجائب والطرف وكيف تجلت هذه الصور ؟!

وظهرت بحلّتها الجديدة و المعاصرة من شح وبخل دخل حتّى عالم العواطف والشعور فيضمهم إلى كتابه المشهور: 

(البخلاء) تحت مسمى أو عنوان خاص بهم 

(بخلاء العصر ).

    

بقلم أمل السودي “سورية”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى