الدكروري يكتب:  البيت الذي يذكر الله فيه

 

الحمد لله على عباده جاد، بدأهم بالفضل وله عليهم أعاد، آلائه عليهم سابغة ما خفيّ منها أعظم مما هو باد في فضله يتقلبون فهو عليهم ما بين طريف وتلاد وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ما مرّ تال بذكر قوم هود عاد ثم أما بعد إن من النصائح الهامة لرب الأسرة أن يجعل البيت مكانا لذكر الله تعالي حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت ” فلابد من جعل البيت مكانا للذكر بأنواعه سواء ذكر القلب وذكر اللسان أو الصلوات وقراءة القرآن أو مذاكرة العلم الشرعي وقراءة كتبه المتنوعة، وكم من بيوت المسلمين اليوم هي ميتة بعدم ذكر الله فيها كما جاء في الحديث بل ما هو حالها إذا كان ما يذكر فيها هو ألحان الشيطان. 

من المزامير والغناء والغيبة والبهتان والنميمة؟ وكيف حالها وهي مليئة بالمعاصي والمنكرات كالإختلاط المحرم والتبرج بين الأقارب من غير المحارم، أو الجيران الذين يدخلون البيت ؟ وكيف تدخل الملائكة بيتا هذا حاله ؟ فأحيوا بيوتكم رحمكم الله بأنواع الذكر، واجعلوا بيوتكم قبلة، والمقصود اتخاذ البيت مكانا للعبادة حيث قال الله عز وجل كما جاء في سورة يونس ” وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين ” وقال ابن عباس “أمروا أن يتخذوها مساجد” وقال ابن كثير ” وكان هذا والله أعلم لما اشتد بهم البلاء من قبل فرعون وقومه وضيقوا عليهم أمروا بكثرة الصلاة كما قال الله تعالى في سورة البقرة ” يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ” وجاء في الحديث. 

” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى ” وهذا يبين أهمية العبادة في البيوت وخصوصا في أوقات الاستضعاف وكذلك ما يحصل في بعض الأوضاع عندما لا يستطيع المسلمون إظهار صلاتهم أمام الكفار، ونتذكر في هذا المقام أيضا محراب مريم وهو مكان عبادتها الذي قال الله فيه كما جاء في سورة آل عمران ” كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ” وكان الصحابة رضي الله عنهم يحرصون على الصلاة في البيوت في غير الفريضة وهذه قصة معبرة في ذلك فعن محمود بن الربيع الأنصاري أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم وهو ممن شهدوا بدرا من الأنصار أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قد أنكرت بصري وأنا اصلي لقومي. 

فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم وددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” سأفعل إن شاء الله ” وقال عتبان فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له، فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال ” أين تحب أن أصلي في بيتك ؟ ” قال فأشرت له إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر، فقمنا فصففنا فصلى ركعتين ثم سلم” رواه البخاري، فاللهم اغفر لنا جدنا وهزلنا وخطانا وعمدنا وكل ذلك عندنا اللهم تجاوز عن سيئاتنا، اللهم أدخلنا الجنة بغير حساب ولا عذاب، إنك سميع الدعاء يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد صلي الله عليه وسلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى