الجامعة العربية تنظم الدورة الثالثة للمنتدى العربي حول “نزع السلاح وعدم الانتشار والحد من التسلح” بالدوحة

انطلقت أعمال الدورة الثالثة من المنتدى العربي حول “نزع السلاح وعدم الانتشار والحد من التسلح” اليوم /الثلاثاء/ في العاصمة القطرية الدوحة والذي تنظمه جامعة الدول العربية (قطاع الشؤون السياسية الدولية – إدارة الحد من التسلح ونزع السلاح) بالتعاون مع دولة قطر (وزارة الدفاع- اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة) بحضور ممثلين عن الدول العربية وخبراء دوليين وممثلين عن المنظمات الإقليمية والدولية، إضافة إلى الأمانة العامة، وذلك في إطار الجهود الدولية لتعزيز الأمن والسلام الدوليين الخاصة بالحد من التسلح ونزع السلاح وعدم الانتشار.
ويهدف المنتدى الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، إلى بحث التحديات الراهنة والفرص المتاحة في مجال نزع السلاح وعدم انتشار الأسلحة النووية والحد من التسلح.
وأكد السفير حسام زكي الأمين العام المساعد بالجامعة العربية رئيس مكتب الأمين العام – في كلمته الافتتاحية بالمنتدى- أهمية هذا المنتدى الذي يحظى باهتمام ودعم كبير من الأمين العام منذ دورته الأولى في عام 2022، باعتباره تطورا ناجحا للعمل العربي المشترك في إطار جامعة الدول العربية، موضحا أن الظروف الإقليمية والدولية العصيبة والمتشابكة التي ينعقدُ خلالها المنتدى زادت من تدني الثقة بين الدول.
وأشار إلى أن تزايد وتيرة العنف والنزاعات المسلحة الدولية والإقليمية يعد أمرًا مثيرًا للاستغراب، فعلى المستوى الدولي، هناك نزاعات قائمة وأخرى محتملة، وتحالفات عسكرية جديدة تتشكل وأخرى قديمة تقوم بتطوير تموضعها وقدراتها وعقائدها.
وقال إنه “على مستوى منطقتنا العربية، فالنزاعات لم تنقطع خلال المائة عام الماضية باختلاف أسباب نشوبها، ألا أن هناك عاملا مشتركا بين كافة هذه النزاعات، وهو تدفق الأسلحة منها وإليها، مما يطيل أمدها ويزيد من دمويتها ودمارها، وينعكس سلبًا على المواطن العربي وعلى الأمن القومي العربي ومن ثم على الامن والسلم الدوليين”.
من جانبه، دعا السفير الدكتور خالد منزلاوي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون السياسية الدولية – خلال مداخلته في الجلسة الأولى – إلى أهمية تبني مقاربة شاملة ومتوازنة تأخذ في الاعتبار التحديات الأمنية والإقليمية المختلفة، مشددا على أهمية تعزيز الثقة بين الدول من خلال الحوار الشفاف والبناء.
وأوضح أن نزع السلاح وعدم الانتشار النووي هما عنصران حاسمان في السلم والأمن الدوليين، فالجهود المبذولة للحد من انتشار هذه الأسلحة ضرورية لمنع العواقب المدمرة لها، لافتا إلى أن هذه الجهود يجب أن تكتسي أهمية بالغة لدى المجتمع الدولي حفاظًا على سلامة البشرية.
وأكد المنزلاوي أهمية التركيز على ثلاثة محاور أساسية في هذا السياق، وهي التعاون الدولي فمعالجة تحديات نزع السلاح النووي تتطلب جهودًا دولية متضافرة، إذ على الدول النووية وغير النووية توحيد جهودها لتعزيز الشفافية والثقة المتبادلة، ودعم كافة السياسات التي تعزز هذا المفهوم.
وأضاف أن المحور الثاني هو تعزيز المعاهدات والاتفاقيات الدولية من التي تهدف إلى إزالة ترسانة الأسلحة النووية، وضمان الالتزام الكامل من جميع الأطراف لبنود هذه المعاهدات، لاسيما معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي تعد حجر زاوية منظومة نزع السلاح وعدم الانتشار النووي.
وتابع أن المحور الثالث يتعلق بدور المجتمع المدني، إذ يجب أن يكون للمجتمع المدني دور قوي في تعزيز السلام والاستقرار، فالمنظمات غير الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني يمكنهم المساهمة بشكل كبير في التوعية والمطالبة بنزع السلاح النووي.
وتضمنت جلسات المنتدى مناقشات مكثفة حول عدة محاور رئيسية، من بينها: الاتجاهات الإقليمية والعالمية وتداعياتها على نزع السلاح، وأجندة السلام الجديدة وعلاقتها بنزع السلاح والحد من التسلح وأجندات حفظ السلام، والأمن السيبراني في سياق الأمن الدولي.