رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف: كل جهود الوزارة في خدمة الحجاج

تبذل وزارة الأوقاف المصرية قصارى جهدها لخدمة ضيوف الرحمن الذاهبين لأداء مناسك الحج، حيث تم اختيار 34 واعظا وواعظة بعد خضوعهم للاختبارات لتقديم كل الإرشادات الدعوية لحجاج بيت الله الحرام والتيسير عليهم، كما أصدرت الوزارة كتيبات تحوى كل ما يحتاجه الحاج خلال أداء الفريضة.. فى هذا الحوار مع الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس القطاع الدينى مساعد وزير الأوقاف، نستعرض جهود الوزارة فى هذا الموسم.
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلًا، وهو استجابة المؤمنين لدعوة أبى الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام، حين أمره الله تعالى أن يؤذن فى الناس بالحج، وهو رحلة إيمانية تهفو إليها نفوس المسلمين جميعًا، آملين عفو ربهم ومغفرة ذنوبهم، وأن يعودوا كما بشرهم نبينا صلى الله عليه وسلم برءاء من الخطايا كما ولدتهم أمهاتهم.
ومن هذا المنطلق الإيمانى العظيم فإن وزارة الأوقاف سخرت جهودها هذا العام فى التيسير على حجاج بيت الله الحرام من خلال أعضاء البعثة الدعوية من الأئمة والواعظات، حيث تم تكليف 34 إمامًا وواعظة بوزارة الأوقاف بمرافقة بعثة الحج بعد اجتيازهم الاختبارات، ومهمة أئمة وواعظات الأوقاف فى موسم الحج، خدمة ضيوف الرحمن فى المشاعر والمناسك المقدسة، والتيسير على حجاج بيت الله (منهج نبوى راسخ وأصيل فى مناسك الحج، فالحج قائم على السعة والتيسير.
هناك العديد من البرامج التدريبية التى أعدتها وزارة الأوقاف لأعضاء البعثة الدعوية من أئمتها وواعظاتها فى فقه الحج والتيسير فى الحج، وإذا كان الإسلام كله قائمًا على التيسير ورفع الحرج؛ فإن هذا التيسير فى الحج أولى وألزم، فما يسر نبينا صلى الله عليه وسلم فى شيء أكثر من تيسيره على حجاج بيت الله عز وجل فى قولته المشهورة: “افعل ولا حرج”، وإذا كان هذا التيسير مع ما كان عليه عدد الحجيج آنذاك، فما بالكم بموجبات التيسير فى زمننا هذا؟
غير أن التيسير الذى نسعى إليه هو التيسير المنضبط بضوابط الشرع، المقرون بمدى القدرة والاستطاعة، إذ ينبغى أن يحرص المستطيع على أداء العبادة على وجهها الأكمل والأفضل الذى يحقق لصاحبه أعلى درجات الفضل والثواب، وبحيث لا تنحصر همة الإنسان فى تتبع كل الرخص فى كل الأركان والواجبات وعلى كل المذاهب، إنما يأخذ من الرخص ما يقتضيه واجب الوقت وظروف أداء الشعيرة وموجبات التيسير.
■ وهل هناك كتيبات خاصة بكل ما يهم الحجاج؟
نعم أصدرت وزارة الأوقاف كتابين اثنين بهدف التيسير على حجاج بيت الله الحرام، هما: الحج والعمرة.. مناسك وأسرار، والتيسير فى الحج، حيث تم فى هذين الكتابين عرض الكثير من جوانب التيسير فى الحج، ليأخذ المحتاج منها بالقدر الذى يُذهب عنه المشقة غير المحتملة، ويخفف عن أصحاب الأعذار المشقة التى لا تُحتمل فى ضوء ما يجيزه الشرع الحنيف من أوجه التيسير، وليحرص العلماء والمفتون على التيسير على الناس، وليأخذ الناس أنفسهم بالرفق واليسر واللين، ولكن دون إفراط أو تفريط، قصد العمل على تحقيق مقاصد الشرع الحنيف فى التيسير ورفع الحرج، من غير إنكار على المختلف فى الرأى فيما يقبل الخلاف، فالقاعدة أن المختلف فيه لا ينكر على فاعله، إنما ينكر على من يفعل المجمع على تركه أو يترك المجمع على وجوبه، والحج يقتضى البعد عن اللغو والجدل، فهذا ما وفقنا الله إليه من رأى واجتهاد، وللآخرين آراؤهم التى تقدر وتحترم.
■ ماذا عن الواعظين والواعظات وجهودهم في هذا الإطار؟
تتنوع جهود الأئمة والواعظات فى هذا الإطار، ففى الداخل يتم إيفاد الأئمة والواعظات إلى الموانئ والمطارات المصرية لتوعية الحجاج، بالمناسك قبل سفرهم إلى بيت الله الحرام، حتى يكونوا على أهبة الاستعداد لهذه الرحلة المباركة، وعندما يصلون إلى المملكة العربية السعودية يجدون من يعاونهم فى التوعية بهذه المناسك سواء فى المدينة المنورة أم فى مكة المكرمة، حيث يقوم الأئمة والواعظات بمهمتهم خير قيام وعلى أكمل وجه من ندوات ولقاءات ودروس وتلاوة قرآن وبيان أحكام المناسك والرد على الأسئلة والفتاوى المتعلقة بهذه الفريضة العظيمة وهذا الركن الهام.
■ ماذا عن الدروس والموضوعات التي يتم التركيز عليها؟
لا شك أن التيسير المنضبط بضوابط الشرع فى أداء المناسك هو الشعار الذى يرفعه أئمة، وواعظات الأوقاف وهناك الكثير من المسائل التى يتم التركيز عليها فى المناسك، ومنها تكرار العمرة، تقديم السعى على الطواف، حكم المبيت بمنى بنوعيه، قدر الوقوف بالمزدلفة، الأعمال التى يؤديها الحاج يوم النحر، الترتيب الملائم للتيسير المعاصر فى أداء المناسك، الجمع بين طواف الركن وطواف الوداع، النيابة فى أعمال الحج، الشك فى أداء بعض مناسك الحج، حكم البقاء بمكة بعد طواف الوداع، وغير ذلك من المسائل التى تطرأ حسب الظروف والأحوال، ويقوم بالرد عليها أئمة وواعظات الأوقاف بكل أمانة وإتقان وفق ما تم تدريبهم عليه فى الدورات وما تعرفوا عليه من خلال خبراتهم الدعوية.
■ ما حجم التعاون بين وزارتي الأوقاف المصرية والسعودية؟
لا شك أن التعاون بين الوزارتين ممتد وموصول فى ظل العلاقات الطيبة التى تجمع البلدين الشقيقين، فمصر والسعودية معًا هما القلب الخافق لهذه الأمة، وهما جناحا الأمة العربية والإسلامية، والعلاقة بين البلدين علاقة أصيلة تربطها وشائج الدين واللغة والعروبة والمصير المشترك.
■ ماذا تقول لحجاج بيت الله الحرام؟
على الحاج أن يحاول الإلمام بالمناسك وأحكام الحج وآدابه قبل سفره، ليحرص عليها، ويتحلى بها، ويؤدى حجه على الوجه الأكمل الذى يرجى معه تمام القبول والغفران، وإذا كان الكف عن أذى الناس مطلوبًا فى كل وقت وحين وزمان ومكان، فإن هذا الأمر يكون أشد تأكيدًا، والأذى يكون أشد حرمة إذا ما حدث فى حرم الله أو فى جواره، فليحرص الحاج على الإيثار والإكرام، والصبر والاحتمال، والبعد عن كل ألوان الأذى، فذلك هو الحج المبرور والذنب المغفور.