“مش روميو وجولييت” عرض غنائى من الزمن الجميل على المسرح القومى

رانيا البدرى
عرض مش روميو وجوليت عرض متفرد فى توقيت قاربنا على نسيان زمن الفن الغنائى الجميل توقعنا ان يصاب المشاهد العادى بالملل من النص الشعرى المغنى بحثا عن افيهات مضحكه اعتاد عليها الجمهور غرضا فى استجلاب ضحكات سرعان ما ننساها عقب خروجنا من العرض.
لكن عرض مش روميو وجوليت جعلنا ننتبه له طوال مده العرض باستمتاع رهيب مع لافته كامل العدد بدون دعايا كافيه طوال الليالى الماضيه يتماشى مع الفتن التى قد يتعرض لها مجتمعنا فى العصر الراهن من محاوله استغلال اى حادث فردى للوقيعه بين المسلم والمسيحى تحت قيادة واعيه كالفنان أيمن الشيوي، وبرعايه المخرج الرائع عصام السيد الفكره التى طرحها المؤلف الرائع ليضع لنا حلولا لمشاكلنا الحياتيه فى عوده الانشطه للمدارس والتى كانت تخلق جيل واع مدرك لمشاكل بلده يعطى حلولا منطقيه الفنان العظيم علي الحجار كان له حضور طاغ وصوت تهتز له جنبات القومى من براعته جسد دوره بإبداع والحقيقة أن بمجرد صعوده على خشبة المسرح تشعر بالفخر فالحجار له جولات في المسرح الغنائي فقد قدم لنا أكثر من ثلاثين عرضا غنائياً فحضوره على المسرح وصوته الجذاب تجعلك تشعر بسعادة كبيرة أما المفاجأة الحقيقية كانت في الفنانة الكبيرة رانيا فريد شوقي فبالرغم أنها قدمت عروض مسرحية من قبل لكنها في هذا العرض مختلفة فقد شعرت بأنها كالفراشة على المسرح شعرت وكأن خشبة المسرح تنطق بحبها حضورها طاغي وأدائها ممتع، والتى اعادتنى بالاداء المنضبط شعرا وغناءا وتمثيلا لزمن الفن الجميل وإذا تحدثنا عن الجميل ميدو عادل فهو ليس جديد عليه مارأيناه فهو ممثل مسرحي من العيار الثقيل وهذا النوع من المسرح قدمه من قبل في عدة تجارب فهو إضافة حقيقية للعرض، أما العبقري عزت زين الذي عودنا على أدواره الممتعة والذي يقدمه برصانة كبيرة لم أتفاجأ من أدائه فهذا هو المتوقع بفنان بحجم عزت زين.ودنيا النشار التى جلست فتره من بدايه العرض ابحث عنها على المسرح لعلمى بمشاركتها فى العرض دون جدوى الى ان لفت زميلى انتباهى الى انها تلك الطالبه الصغيره فقد نجحت دنيا فى تجسيد دور طالبة فى المرحلة الثانوية بمنتهى المصداقية شكلا وموضوعا وكانت ملائمة جدا للدور، كما نجد طه خليفة الذي قدم دور نجاتي بحرفية بالغة هذا الإرهابي المتطرف الذي يعيش وسطنا ويحاول دس أفكاره ، كما قدم مايكل سيدهم دور الطالب المشاغب الذي يتشاجر من أجل وجهة نظره وقدمه مايكل بخفة ورزانة فمايكل له حضور مميز على المسرح كما له خفة ظل ظهرت خلال الشخصية، والفنان آسر علي المدرس الإنتهازي الذي قدمه كذلك بخفة ظل وأيضا الفنان طارق راغب الذي أبدع في أداءه. والصوت العبقرى أميرة أحمد التى نجحت بجداره اداءا وتمثيلا ، وكل التقدير للفنانين الشباب الذين أدوا أدوار الطلبة والمدرسين والراقصون بقيادة المبدعة شيرين حجازى .. الحقيقة أننا كنا أمام عرض مسرحي متكامل لديه كل مقاومات النجاح كتبه مؤلف شاب أثبت وجوده خلال أعمال مسرحية سابقة ليأتي في هذا العرض ليثبت أقدامه وهو المؤلف محمد السوري بمشاركة المخرج الكبير عصام السيد ، واذا تحدثنا عن الديكور الذي عبر عن الحالة بشكل جيد وكان ديكور ثري أهتم مهندس الديكور محمد الغرباوي بأدق التفاصيل على المسرح ليجعل عين المتفرج متشبعة، جاء معبرا مع كل مشهد ولافت للانتباه حتى عند حوار الذات ظهرت خلفيات تدل على ما يعتمل داخل الشخصيه من نيران وعبرت عن مصر التى نحلم بها سواء فى المدرسة أو فى الشارع . مع كل السعاده بهذا النص الشعرى المبهر للعظيم أمين حداد التى خلقت من الأغانى نصاً موازياً ومكملاً لفكرة العرض موسيقى وألحان أحمد شعتوت كانت مجدافنا للتحليق مع هذا العرض المتميز جدا ، مش روميو وچوليت عرض رائع ويحمل رسالة واضحة وهادفة يحتاج لها مجتمعنا في الوقت الحالي،يستطيع كل رب اسره اصطحاب ابنائه وزوجته للاستمتاع به دون خوف من ان يصطدموا بكلمات غير لائقه كل الشكر للمخرج العظيم المتمكن جدا من ادواته عصام السيد الذى استطاع التعامل مع هذا الكم من الاستعراضات على المسرح بانسيابيه دون ان نشعر باى اختلال للعين او شعور باى ضوضاء على المسرح