الدكروري يكتب/ مصر هى أم الحضارة

 

إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه الله رحمة للعالمين هاديا ومبشرا ونذيرا، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله خير ما جزى نبيا من أنبيائه، فصلوات ربي وتسليماته عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى صحابته وآل بيته، وعلى من أحبهم إلى يوم الدين أما بعد، وطني الجبيب مصر ما أجمل أن يكون الكلام عنك، وأجمل منه أن يكون الكلام عن وطن يحبه الله ورسوله، فالحديث ذو شجون، لأننا نتحدث عن أعظم وطن، وأعرق حضارة، فإن الحديث عن أم الدنيا، وعن أرض الكنانة، وعن بلد لم ولن تعرف الدنيا مثلها، إنها مصر الغالية، فمصر هي العنوان.

ومصر هى أحلى الأوطان، ففي مصر تعانقت القلوب، وتصافح المُحب والمحبوب، والتقى يوسف بيعقوب، ولقد وجد الإسلام فى مصر أعياده، وفى مصر كنتم يوم الفتوح أجناده، وكنتم مدده عام الرمادة، وأحرقتم العدوان الثلاثي وأسياده، وحطمتم خط بارليف وعتاده، وكنتم يوم العبور آساده وقواده، فإن مصر هي أم البلاد، وهي موطن المجاهدين والعُباد، فمصر قهرت قاهرتها الأمم، ووصلت بركاتها إلى العرب والعجم، وإن مصر هى كوكبة العصر، وكتيبة النصر، وإيوان القصر، وإن مصر هى أم الحضارة، ورائدة المهارة، ومنطلق الجدارة، وإن مصر هى أرض العز، وهى بلاد العلم والقطن والنماء، وإن مصر هي مصر التى تكلم عنها القدامى، ولكننا نحتاج إلى شعب كالقدامي، نحتاج إلى شعب يتقى الله في نفسه وعمله ووطنه وأهله وماله، نحتاج إلى رجال كأبي بكر.

وعمر، وعثمان، وعلى، فالمشكلة مشكلة أفراد وأشخاص وليست مشكلة أرض مدحا أو قدحا، فإن مصر بلد عظيم القدر، فإن مصر جاءت ثم جاء التاريخ ثم جاء العرب ثم جاء بنو إسرائيل، وقد تحدث الله تعالى عن بلاد العرب فقال ” تلك القرى” وتحدث عن مصر فقال ” فأرسل في المدائن حاشرين” أي أنه عندما كان العرب يسكنون الخيم والعراء ويطلق على بلادهم قرى كانت مصر مدن عظيمه بكل ما تحمل كلمه مدينه من معنى في الرقي والتحضر والعلم والمعرفه والنظافة والقوة العسكرية والاقتصاد، وعندما كان العرب همج يقطعون الطرق ويغير بعضهم على بعض ويقتلون ويسلبون وينهبون بعضهم البعض ويعيشون عيشة الغاب، قال الله تعالي عن مصر “رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه” فكانت مصر دولة بمعنى الكلمه شرطه وقضاء وسجون عقابيه لمن يعتدي.

ولمن يظلم أو يقتل ونحن لسنا عربا نحن أحفاد الملوك و الملكات عرفنا الإله الواحد من قبل إبراهيم عليه السلام نحن أول الموحدين أول من كتب بالقلم علي يد النبي إدريس نحن موجودون من عصر اول الرسل نوح فعندما رأي نوح عليه السلام صلاح وعزة ونعم مصر دعى لها وقال عنها”أم البلاد وغوث العباد” ومنا من رأي اليهودية هي دين الحق فاعتنقها مع رسالة نبي الله موسى عليه السلام ومنا من رأي المسيحية هي الدين الحق فاعتنقها عند زيارة الطاهرة المصطفاه مريم العذراء وابنها المسيح عليهما السلام ومنا من رأي الإسلام هو الدين الحق فاعتنقه عند تحرير عمرو ابن العاص مصر من طغيان الرومان، وقيل أن المصرية صابره وقوية وذات عزيمة وجلد، وكما قيل أن المصرية رحمها خصب، يأتي بأعظم الرجال مثلما جاء بنبي الله اسماعيل عليه السلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى