أفضل الكسب هو بيع مبرور .. بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى وأشهد أن لا إله إلا الله أعطى كل شيء خلقه ثم هدى لا تحصى نعمه عدا ولا نطيق لها شكرا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى والخليل المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن على النهج اقتفى وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد إن قضية الرزق هي قضية جديرة بالتفكر والتأمل والنظر إليها من الزوايا الشرعية، وما قد جعل وما هو منزل في الكتاب والسنة بهذا الشأن سواء من جهة الأسباب الإيمانية، أو الأسباب الدنيوية، حتى الأسباب الدنيوية موجودة مذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، وإن أفضل الكسب هو بيع مبرور فيقول النبي صلي الله عليه وسلم “بورك لهما في بيعهما” وهو أن تشتري شيئا وتبيعه بالصدق والتبيين ” فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما” 

واعلموا أن الصدقة تزيد في المال، واعلم بأنك في فرصة في تنويع مصادر الدخل والإلتفات إلى مصادر قد غفلت عنها، والإنتقال من عالم الوظيفة إلى عالم المتاجرة والصفقات، وكل بيع مبرور تذكر أحاديث البيع المبرور، وفائدة البيع المبرور، والبركة في البيع المبرور، وإن لله تعالي أسماء عظيمة، دالة على قدرته سبحانه ومن أسمائه العظيمه هو الرزاق، ومن أجل ذلك فإنه سبحانه لما خلق السموات والأرض خلق السموات والأرض في يومين عموما، ثم عمد إلى الأرض فقدر “فيها أقواتها في أربعة أيام” وأمر سبحانه وتعالي عباده أن يمشوا في الأرض، وأن يبتغوا من رزقه، وأن يطلبوا الرزق منه سبحانه لا من غيره، فهذا الكوكب الذي نعيش عليه كوكب غني للغاية فيه من أنواع المعايش ما لا يخطر ببال.

ولا يزال البشر يكتشفون من المعايش التي أودعها الله في هذا الكوكب العجيب الأمور الكثيرة في أرضه، وفيما يخرج من زرعه، وفي الدواب التي بثها، وهذه الثروة الحيوانية، وفي هذه الكائنات البحرية، والبحر الذي تستخرجون منه لحما طريا، وفي هذه الجبال وما أنزل فيها من الحديد، وخلق فيها من المعادن، ذهب وفضة، ونحاس، وغير ذلك، كوكب غني للغاية، واعلموا أن ما يحصل في الأرض من المجاعات فإنما هو بذنوب العباد، واحتباس المطر كذلك، وما يحدث من المجاعات بظلم بعضهم لبعض، وتسلط بعضهم على بعض، وإلا فإن في الأرض ما يكفيهم وزيادة والذي لا إله غيره، نقول هذا الكلام في الوقت الذي يدب القلق في نفوس كثير من الناس على أرزاقهم، وعندما تضيق فرص المعيشة تقل الوظائف.

أو تسرح الشركات موظفيها، أو بعضهم، أو تخفض من رواتبهم، أو يتأخر صرفها، ونحو ذلك، فإن القلق يساور الكثيرين، وخصوصا أصحاب الأسر والأولاد، والذين عندهم مسؤوليات، وأناس ينفقون عليهم، ويريد هو أيضا أن يعيش ويتزوج، ويسكن، ويفرش السكن، ونحو ذلك، وإن هذا القلق لا بد من علاجه، وقد كثر في العالم، فالاضطرابات النفسية تصيب أكبر من نصف سكان العالم، وثلث البشر مصابون بالقلق، ويموت شخص كل كذا ثانية بسبب الانتحار، وحالات الإكتئاب في العالم تقدر بثلاثمائة وخمسين مليون حالة، تؤدي إلى قرابة مليون حالة إنتحار كل عام، ولا تسل أيضا عن الحالات والأمراض الأخرى المتصلة بهذا، جزء من القلق متعلق بقضية الرزق.

وتوفير الإحتياجات الأساسية والمتطلبات، وخصوصا في زمن يوجد فيه فواتير للصرف وأبواب لم تكن من قبل في الإنفاق على الصحة والتعليم، وغير ذلك من الإحتياجات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى