ذئب صنعته أيديهم شعر محمود رمزي خليف

ذئب صنعته أيديهم
شعر محمود رمزي خليف
وحيداً بأطرافِ البراري
لا شئَ عندي غيرُ أوجاعٍ
صبرٌ علي الصمتِ الطويلِ
الصبحُ
ما الصبحُ الا ذئبٌ فجَّ ثيابَهُ
ليُصيغَ أغنيةً عند اكتمالِ القمرِ
الشمسُ تختزلُ الربيعَ
كأنها تسابقُ الاشياءَ نحوَ النهاياتِ
أسطورةُ الذئبِ
ذنوبهم
الظلمُ: وما أوجعُ من الظلم؟
الكلُ عَلِقَ في رأسي
وأنا غواصٌ بدون قناعِ الغاز
أنا لستُ حلمهَمُ الجميلَ إلي الرحيل
أنا لستُ إلا فتى طريد
أنا ذنبُهم الذي لم يغتفرْ
لا عذرَ عندي أن وجهيَ يعشقُ البدرَ
ولا ذنبَ صوتي يصبحُ كالعويلِ
عند اكتمالِ القمر
أنا
وما أنا إلا ذنبٌ تخبطه الليالي
أنا
ما أنا الا صنعُهُم
أظافري يدهُمْ التي تمزقُ أجسادَهمْ
وتفترسُ أشلاءَهم
أنيابي ذنوبُهم
التي تفترسُ من استحلوا جسدي قبلي
أشياء تكملها الأيدي
لو أنهم أشعلوا الأنوارَ فيَّ
ولو أنهم زرعوا داخلي نخلةً
لكنتُ أمدُه الآن بتمرٍ والخمور
في صباي كنتُ وحدي بظلمهم وحدي
كنتُ أنظرُ للصبحِ فرحا
وهم يظلمون
كنت أرى الشمسَ بدرا
وهم يظلمون
كنت أعشقهم ولكن
كانوا يظلمون
أنا ما عشقتُ البدرَ صبحا
هم
من أشعلوا نارَ الذنوبِ بداخلي
الذئبُ صْنعُ ذنبِهم
هم من ساقوْني الدمَ
دمي
أول ُ ما شربتُ
الآن وبعد ما أحسنوا الصنع
ذنوبهم تجمعت عندي
عند اكتمالِ القمر