أخر الأخبار

حوار خاص بقلم/ تهانى عدس

حوار خاص

بقلم/ تهانى عدس

 

لمْ نتفقْ يومًا على حلٍ وسط بل كنا على

خلافٍ مستمر…

لقد حمّلته فوق طاقته من اللومِ والتأنيب وجلده إن لزم الأمر….

لم أثق بحدسه قط رغم قوته وصدقه الشديد…

فهو يمتلك قدرة فائقة على قراءة أفكار البشر ونواياهم….

 

لم ألتفتْ لقدرته على الإبتكارِ والتجديد والتفكيرِ خارج الصندوق. …

 

لم أعترف بخياله الواسع الذى بلا حدود

وأسلوبه المتفهم لكل وجهات النظر المختلفة….

 

ليسَ هذا فحسب…

 

بل شككت فى قدرته الهائله على التحليل والتدقيق واستنباط ما بين السطور وربط الخيوط ببعضها وحل المشكلات مهما كانت متشابكة ومعقدة…

 

رغم ذلك لم يخذلني ابداً!!!

 

لم أدرك حقًا كم كنت محظوظةٍ به. أدركت الآن أني كنت مخطئة عندما اتبعت قلبي المتهور مرارًا وتكرارًا وتجاهلت آرائه الحكيمة والعادلة….

 

فى كل مرة كان يخبرني بأن قرارات قلبي غير صائبة لكني لم أستمع لنصائحه يومًا. دائمًا ما كان هناك صراعًا بين ما يمليه عليا قلبي وبين ما يحاول هو أن ينصحني به.

 

اخيرًا وبعد غياب إستطعت ان أعيده لي….

 

اتفقنا على عقد صلحٍ بيني وبينه بعد أن تعهدت بألا أهمله مرة أخرى. أخبرته بأنى لن أدع عاطفتي تقودني ولن اتجاهله ابدًا.

 

الآن أصبحنا أصدقاء…

 

ألجأ إليه أولًا قبل أن أتفوه بكلماتٍ بلهاء أو بآراء متسرعة أو قرارات متخبطة.

 

من وقتٍ لآخر ادعوه لحوارٍ خاص لأخبره بما يمليه عليا قلبي ثم أترك له القرار بعد أن يقدم لي الدليل والبرهان على صحة ما يقترحه علي.

 

وفى نهاية كل يوم نجلس سويًا ليحاسبني إن أخطأت ويثني علىّ أن أصبت. ثم أعاهده على ألا اكرر نفس الخطأ مرتين.

 

أتحدث اليه كل ليلة حتى يغلبني النوم. وأول ما تغمض عيناي يحملني هو الى عوالم خفيه. يتجسد فيها كل هؤلاء من رحلوا عن عالمنا….

 

يجعلني أحدثهم واستمع الى قصصهم ووصاياهم التى لم يخبرونا بها وهم أحياء.

 

وعندما أستيقظ وأرى كل هذا القبح فى هذا العالم فلا أجد مكاناً آمناً غيره للهروب إليه، فهو من يقوم بتصميم مدينة فاضلة لي تضم كل ماهو جميل ومشرق، يسكنها الجميع جنبًا الى جنب بسلام وأمان، فهى مدينة لا يسكنها كذاب أو مخادع أو جبان، ليس بها أخطارًا ولا أمراضًا ولا رحيل أو فقدان.

 

بالرغم أني أعلم أنه من المستحيل وجود هذه المدينة على أرض الواقع وأنها فقط من نسج خياله الواسع، إلا أنني أجدُ فيها ملاذًا آمنًا فاهرب إليها. وإلاّ فلن أتحمل كل هذا القبح فى هذا العالم.

 

لذلك أشعرُ بالإمتنان له واقدره لأنه هبة من

الله سبحانه وتعالى وهبها لي منذ الميلاد وسيظل معي حتى الممات لأنه جزء مني…

 

إنه عقلي!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى