الزهرة العناق تكتب: كسرة خبز

 

الحياة تشبه مركبا شراعيا يتلاطم بين أمواج القدر، تبحر بنا نحو موانئ الأمل، لكن لا شيء مضمون في هذا المسار. في بحر الحياة، لا يمكن القول بأن تحقيق السعادة هو حصيلة الجهد وحده؛ فثمة من يكد ويجتهد، ولا يحصد إلا كسرة خبز تسد رمق الأيام. غير أن تلك الكسرة، وإن بدت ضئيلة في عين البعض، هي جسر يعبر به الإنسان من جوع اليوم إلى شبع الغد.

تلك اللحظة التي نتقاسم فيها رغيفا مع الآخرين هي لحظة حكمة، وليست مجرد سخاء. الرغيف الكامل قد يغري بالشبع العاجل، لكن من يتأمل حقيقة الحياة يدرك أن العقل البصير هو الذي يدخر لليوم الذي لم يأت بعد. فقد يأتي بغتة، جائعا أكثر من الأمس، عطشانا أكثر من اليوم، وملتحفا برداء الحرمان.

العقلاء هم من يعرفون أن الحياة ليست فيما نحمله بأيدينا الآن، بل فيما نتركه للغد، حتى لا نعيش مرارة الجوع التي أوجعتنا بالأمس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى