«إيوإيو» أول كلب يصعد قمة الهرم الأكبر

انتشر فيديو على الإنترنت، يوم 14 أكتوبر، يظهر كلبًا يتجول على قمة الهرم الأكبر في الجيزة، وأثار هذا الفيديو الكثير من الجدل والتساؤلات حول كيفية وصول الكلب إلى هناك؟ وكيف تمكن من النزول؟
تم تصوير هذا الفيديو من قبل سائح وطيار شراعي يدعى “مارشال موشل”، حيث كان موشل يحلق فوق سطح الأهرامات عندما لاحظ الكلب على قمة الهرم الأكبر، كان الكلب أبيض اللون وله عيون بنية كبيرة، كان يقف على حافة الهرم، وكان يطل على منظر الهضبة بأكملها.
بدوره يقول الدكتور محمود حامد الحصري، مدرس الآثار واللغة المصرية بجامعة الوادي الجديد في تصريح لـ”بوابة الأهرام”،إنه لم يكن أحد يعرف كيف وصل هذا الكلب إلى قمة الهرم، فالهرم عالٍ جدًا؛ حيث يصل ارتفاعه إلى 148 مترًا، وكان من الصعب على أي كلب أو حيوان آخر أن يتسلق إلى قمة الهرم.
وكان هناك بعض الناس يعتقدون أن هذا الكلب تم إخفاؤه في الهرم من قبل بعض الأشخاص، كما اعتقد آخرون أن الكلب كان قد تسلق الهرم من تلقاء نفسه، حيث استمر الكلب على قمة الهرم لمدة يومين، كان الناس يتجمعون حول الهرم لمشاهدة الكلب الذي يقف على قمة الهرم، وكان يطل على منظر الهضبة بأكملها، وللأسف بعد يومين اختفى الكلب ولم يعد أحد يراه على قمة الهرم، وكانت الناس حزينة بسبب اختفاء الكلب.
انتشر فيديو صعود الكلب وتجوله على قمة الهرم بسرعة البرق عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، مما جعله حديث الساعة في العديد من الدول.
حيث أثارت قصة الكلب الكثير من التساؤلات حول كيفية وصوله إلى القمة رغم ارتفاع المسافة والرياح الشديدة التي قد تطيح به، وكيف تمكن من النزول، مما زاد من فضول الكثير من الناس حول العالم، وحثهم على البحث عن المزيد من المعلومات حول الأهرامات ومصر.
وقد استقبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفيديو بحماس كبير، وشاركوا آراءهم وتعليقاتهم المرحة، مما ساهم في خلق جو إيجابي حول مصر وآثارها، وقد أحدث مقطع الفيديو ضجة إعلامية واسعة النطاق، تجاوزت حدود مصر لتصل إلى العالم أجمع، هذا الحدث غير المتوقع، والذي يجمع بين العراقة التاريخية للآثار المصرية والطابع الكوميدي المرح، قد فتح آفاقًا جديدة للترويج السياحي لمصر.
ويضيف محمود الحصري، أن من المثير للدهشة أن هذا الكلب قد تسلق أكبر الأهرامات المصرية، الذي يعد من عجائب الدنيا السبع، فالهرم الأكبر أو هرم الملك خوفو هو الأثر الوحيد الباقي من عجائب الدنيا السبع، ويقع بمنطقة أهرام الجيزة في مصر المسجلة ضمن مواقع اليونسكو للتراث العالمي.
يعود بناء الهرم إلى نحو سنة 2560 قبل الميلاد؛ حيث شيد كمقبرة لفرعون الأسرة الرابعة الملك خوفو واستمر بناؤه لفترة 20 عامًا، يبلغ ارتفاع الهرم الأكبر حاليًا 137 مترًا، إلا أن ارتفاعه الأصلي كان 146 مترًا وعرض كل ضلع من أضلاع قاعدته المربعة 230 مترًا، وتم استخدام 2,300000 كتلة من الحجر الجيري لبناء الهرم.
بالجهة الجنوبية للهرم الأكبر يوجد حفرتان لمراكب خوفو، بينما يوجد بالجهة الشرقية، بئر دفن خاص بالملكة (حتب حرس) عُثر بداخله على بقايا الأثاث الجنائزي الخاص بها، ويعد بناء الهرم الأكبر نقلة حضارية كبرى في تاريخ مصر القديم، وقد تأثر خوفو بأبيه “سنفرو” في بناء هرمه.
وبعد موته، أصبح خوفو الإله الحاكم على الأرض، وأصبح من الضروري أن يفكر في بناء مقبرته والتي تعد المشروع القومي الأول في مصر القديمة، الذي اشترك في بنائه عمال محترفون من جميع أنحاء مصر. وكان الأمير حم إيونو هو مهندس الملك خوفو.
وكان اسم الهرم “آخت-خوفو”، أي بمعنى “أفق خوفو”، فهو يمثل الأفق الذي سيستقل منه الإله رع مراكب الشمس كي يبحر بها وتجدف له النجوم، ويقتل بمجاديفها الأرواح الشريرة في العالم الآخر ليفنى الشر فيقدسه شعبه.
وأوضح الحصري ، أنه لا زال الناس يتحدثون عن الكلب الذي كان على قمة الهرم. فقد ساهم الفيديو في زيادة الوعي بأهمية التراث المصري وتاريخه العريق، خاصة لدى الجيل الشاب ومن خلال التفاعلات التي أحدثوها علي مواقع التواصل الاجتماعي.
ويساهم الفيديو أيضًا في تحسين الصورة الذهنية عن مصر في الخارج، حيث ربط بينها وبين المفاهيم الإيجابية مثل المغامرة والمرح والتاريخ العريق، فالكلب أصبح رمزًا للأمل والتحدي، ويعتبر قصة غامضة ومثيرة للاهتمام.
ويضيف مدرس الآثار بجامعة الوادي الجديد ، أن بالنسبة للكلب “إيو-إيو” أو “إو-إو” فهو اسم الكلب في اللغة المصرية القديمة، حيث عرف الكلب باسم “إيو-إيو”، iwiw، iw، وعرف كلب الصيد باسم “ثسم” ، Tsm.
وقد تمتعت الكلاب بمكانة خاصة في الحضارة المصرية القديمة، حيث كانت أكثر من مجرد حيوان أليف، فقد كانت رفيقة للإنسان في الصيد والحراسة، وتشير النقوش واللوحات الجدارية إلى أن المصريين القدماء كانوا يقدرون ولاء الكلاب وشجاعتها.
كما أنهم كانوا يدفنون كلابهم المحبوبة بجوار أصحابها كدليل على التقدير والحب، وعُثر على العديد من السلالات المختلفة من الكلاب في مصر القديمة، مما يشير إلى تنوع استخداماتها وأهميتها في حياة المصريين القدماء.
وكان أنوبيس أهم الآلهة المرتبطة بالكلاب في مصر القديمة، وكان يصور برأس كلب وجسد إنسان، وكان يُعتبر حامي الموتى ودليلهم للعالم الآخر، وكان مسئولًا عن تحنيط جثث الموتى وحراسة المقابر.
وكان لكل ابن من أبناء حورس الأربعة حيوان مقدس يمثله، وكان أحد هذه الحيوانات هو الكلب، حيث كان يُعتقد أن هذه الحيوانات تحمي الأعضاء الداخلية للمتوفي التي كانت توضع في أواني كانوبية.

