كلما أمعنتُ .. لأميرة الفراشات معالى السفيرة د. عايدة حيدر

كلما أمعنتُ .. لأميرة الفراشات معالى السفيرة د. عايدة حيدر

الشاعرة: عايدة حيدر (لبنان)

عيد الأم مناسبة عالمية ومهما فعلنا لن نفيها ولو جزءاً بسيطاً مما قدمته لابنائها وللوطن فالأم هي كائن بسَعةِ الكون
أعيّد جميع الامهات في لبنان وفي دولنا العربية وخاصة التي تدور فيها الحروب الأليمة الام التي حزنت على زوجها او ابنها اواخيها فهي أمٌ لهذا الوطن وقدوة لجميع النساء
************************************
أنا شاعرةٌ من لبنان
أنا شاعرةٌ بصلابةِ أرزِ لبنانَ
إسمي يدلُ عليَّ وعلى مبادئِي الكائنة
عندما اكونُ على منبرِ الشعرِ
أنتقي من كلماتي الأجودَ والأجملَ
أنا لبنانيةٌ عربيةٌ.. في موطني محبوبةٌ
أحياناً أكونُ طفلةً وربما شابةً مجنونةً وبنارِ كبريائِي ثائرةً متوقدة
مبادئي تسمو بي ويعلو شأنُها
أعيشُ بها ومعَها.. ومما يحصلُ في بلادي العربيةِ موجوعةً يائسةً ومتمردة
أنا هي الأمُ والمرأةُ التي تنيرُ الشمسَ ببهائِها وتجعلَ مراحلَ القمرِ هلالاً فبدراً فمُحاقاً
أقدمُ تضحياتي دونَ سؤالٍ ولا مننٍ وبكلِّ شيءٍ رائدة
اينما كنتُ الجميعُ أخوتي وأبنائي وباحترامي لهم أحسبُهم بمقامِ الوالدة
ولو أردتُ يوماً أنْ أسجدَ.. لن أسجدَ الاّ للهِ الذي خلقَني والكونَ معهُ
أنا الأمُ والفتاةُ والمرأةُ والموظفةُ والمناضلةُ وأنا الحنانُ والعطاءُ والتضحيةُ والشهيدةُ
فانا نورٌ للحياةِ حتى وإن كنتُ في رحمةِ اللهِ راقدة
الأمُ لا نستطيعُ مقارنْتَها بالكونِ الذي يحوينا ..فهي في كيانِنا عزةٌ واعتزازٌ
عنفوانُها كالأرضِ والتربةِ التي نعيشُ بكبريائِها
في أحضانِها ننعمُ و بالشموخِ نعلو الى السماءِ وهكذا ستبقى قانعةً راضية
وأمامَها ما نحنُ إلاّ دمعة رقراقة تنهمرُ على الخدِّ وهي ترانا في حدائقِها وروداً متلألئة
الكونُ مصانٌ بحنانِها.. ودوربُ قلبِها بالعطاءِ معبّدة
تحيا فينا وداخلَنا نسماتٌ وخلجاتٌ عذبةٌ
فرسالتُها في الحياة أختاً حنوناً أماً رؤوفاً وللحبِّ آلهة
وهكذا ستبقى على مدى الأزمانِ والعصورِ.. إمرأة خالدة..

*******************

كلما أمعنتُ

الشاعرة / عايدة حيدر (لبنان)

أمي.. كلما أمعنتُ في جمرِ غيابِكِ
أُعلنُ انتحارَ روحي وأصرخُ وجعاً عصارةَ قلبي
وأقولُ ..غابَ الحبُ غابَ الحنانُ
وغابَ سندي من الدنيا
وأهذي من جديدٍ إنني رجعتُ طفلةً
تنامُ في حضنِكِ ويداكِ تغمراني
أمي .. يومُ عيدكِ جمرُ اشتياقي يشتعلُ شوقاً إليكِ
ينبوعُهُ أزهرَ في تربةِ حنانٍِكِ
ونارُهُ أقامَ صلاتُهُ في خلاياكِ
وملأَ جِرارُهُ من شهدِ ذكراكِ
وسريرُ قلبُكِ يلتحفُني عطفاً وحناناً
وبينَ يديكِ كبرتُ
واحتوتني ضلوعَكِ ياأولُ حبٍ عُشتُهُ
وأول اسمٍ نطقتهُ شفاهي
وأول عنوانٍ سكنتُهُ
أمي.. بعدَ اليومِ من سيكون
إلى جانبي في السراءِ والضراءِ؟
ومن سيفرحُ لفرحي ؟
ولمن أُفضي لهُ مأساتي وأحزاني ؟
ومن يحلُ لي مشاكلي ومشاغلي ؟
ومن يعطيني النصحَ دونَ مُقابلْ؟
هجرانُكِ أمي.. أدمى روحي
وكم مرةٍ أردتُ وتمنيتُ الرحيلَ
والمكوثَ بجواركِ..


 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى