شباب تعتمد عليهم أمتهم .. بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الحمد لله رب العالمين أحمده الحمد كله، وأشكره الشكر كله، اللهم لك الحمد خيرا مما نقول، وفوق ما نقول، ومثلما نقول، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، عز جاهك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله إلا أنت، أشهد أن لا إله إلا الله شهادة أدخرها ليوم العرض على الله، شهادة مبرأة من الشكوك والشرك، شهادة من أنار بالتوحيد قلبه، وأرضى بالشهادة ربه، وشرح بها لبه، وأصلي وأسلم على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، صلى الله وسلم على كاشف الغمة، وهادي الأمة، ما تألقت عين لنظر، وما اتصلت أذن بخبر، وما هتف حمام على شجر، وعلى آله بدور الدجى، وليوث الردى، وغيوث الندى، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد لقد كان شباب الإسلام حماة لأوطانهم مدافعين عن أعراضهم، مقاتلين لأعدائهم متبعين لسنة نبيهم.
متمسكين بدينهم، شباب تعتمد عليهم أمتهم يرهبهم عدوهم، ذلكم هو الشباب المسلم الأبي، وعندما يقلب الحصيف بصره وينقل اللبيب عينه، لا يجد اليوم إلا شبابا قد وهنتهم حمى الغرب وضربتهم شمس التقدم الزائف وطغت عليهم حضارة الكفر، فقذف في قلوبهم الوهن، فبدأوا يهرفون بما لا يعرفون تراهم سكارى وما هم بسكارى ” رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون ” أشباب اليوم هم شباب الأمس، فإذا أردتم الجواب ومعرفة الصواب، فسلوا المدارس عن طلابها، والأعمال عن موظفيها وسلوا المساجد عن روادها وسلوا الخرابات عن ساكنيها، والإستراحات عن مرتاديها، ولقد عجز الغرب الكافر اليوم عن إبعاد المسلمين عن دينهم بقوة السلاح، لكنه إستولى على العقول ولا سيما عقول الشباب فبُثت القنوات وعُملت المخططات.
وأُنشئت الدراسات، كل ذلك للإطاحة بشباب الإسلام ويا للأسف فقد تحقق للكفار ما أرادوا، ونالوا من شبابنا ما ناولوا ولكن لم يكن ليتم ذلك إلا بمعاونة وسائل الإعلام المسلمة، ومشاركة أولياء جهلة ظلمة، تنصلوا عن التربية واهتموا بسفاسف الحياة، فأصبح لدينا جيل تنكر لدينه، وخرج من عقيدته وتبرأ من أهله وعشيرته وتخلى عن عاداته وإنخلع من تقاليده، فها نحن نرى قطعانا من الناشئة رائحة إلى مدارسها وغادية، لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا، بل تغيرت أفهامهم وإنتكست أوضاعهم، فسدت طبائعهم وقلدوا أعداءهم، وإنظروا إلى الشباب والشابات عبر الشوارع والطرقات، وتأملوا تلكم الموضات والقصات، سلاسل وقبعات ودخان ومخدرات وأشكال غريبة ووهيئات مريبة وشباب تائهون حائرون، تنكب للأرصفة وتدمير للمنشآت والأبنية وسرعة فائقة.
وأغاني صاخبة وتصرفات طائشة إزهاق لأرواح الأبرياء، وإذا حل الليل واحلولك الظلام أتوا البيوت من ظهورها والسيارات من زجاجها والمحلات بعد تكسيرها، ويا سبحان الله كأننا لا أمن ولا أمان فتصرفات غوغاء وأعمال هوجاء ونتائج شنعاء، فأين المسؤولية والمسؤولين ؟ وأين الأمانة والمؤتمنين ؟ فيقول تعالي ” يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون، واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ” وكم من المسؤولين من فرطوا في مسؤوليتهم وأضاعوا أماناتهم وأهملوا أولادهم ومن تحت ولايتهم وقد قال تعالي ” إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا” فالتفريط في أمانة رعاية الشباب والناشئة خيانة عظمى، ومصيبة كبرى وحتما ستحط رحالها بالأمة.