الحقونا .. بقلم د / سعاد حسني

يا كل مسؤل، يا كل مسؤلة الحقونا، يا كل أب يا كل أم الحقونا، يا كل معلم ويا كل معلمة الحقونا، يا كل شيخ في مسجد، ويا كل قسيس في كنيسة الحقونا ، يا كل رياضي في ملعبه، ويا كل إعلامي مهما كانت وجهته الحقونا، يا كل فنان على اختلاف رسالته الحقونا. الحقونا من الخطر الداهم المستشري بين طلابنا وأبنائنا على اختلاف نوع المدرسة ( حكومي – تجريبي – رسمية لغات. – خاصة – إنترناشونال) من هذا الخطر وكأنه أوراق اللبلاب التي تسرح وتنتشر دون بطء ولا هوادة، وتملؤ المكان دون تمهل، ألا وهو العنف. وإني أسأل لما هذا العنف الشرس بين الطلاب؟ لماذا العصبية الزائدة والتعامل بإجرام بين أبنائنا؟
من السبب؟ ومن المسؤل عنه؟ من المسؤل عن الألفاظ النابية، والحركات المخزية بين طلابنا؟ نحن نعيش في كارثة حقيقية، نعيش في ظل قنبلة موقوتة في مدارسنا بسبب هذا العنف. إن المعلم اليوم أصبح لا يستطيع ترسيخ معلومة، صحيحة، دقيقة، مؤثرة؛ في ظل هذا الجو المملؤ بالمشاحانات، والمشجارات، وإعداد المكايد بين الطلاب، لماذا وصل حال أبنائنا الطلاب من العنف والكراهية بينهم إلى هذا الحد ؟ لماذا كل طالب لا يهمه إلا نفسه فقط؟ يريد أن يجلس هو فقط، يريد أن يتحدث معه المعلم هو فقط، يريد أن يجيب عن الأسئلة هو فقط. لماذا علت الأنا بين طلابنا؟ إن الموقف بالأمانة خطير، ومخجل. علينا أن نلحق أبنائنا،. علينا أن نحارب كل سبب يصل بهم إلى العنف بكل السبل والطرق. وليكن مشروع قومي يلتف حوله الأبناء، ويكون وجهتهم، وعي وإصلاح وإرشاد، وتوجيه، وإعادة بناء من جديد لأبنائنا، ويقوم كل بدوره. وأن يكون هناك متابعة قوية لهذا الدور؛ لأن أبناءنا تستحق أن نعمل ذلك، تستحق أن كل إنسان يقوم بدوره من أجلهم. تستحق أن تتكاتف جهودنا وتقضى على هذا الخطر نهائيا.