الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وسط الرصاص فى حادث المنصة

كتبت -رانيا البدرى

 

 

كان الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، سفيراً للقرآن الكريم في جميع أنحاء العالم، واستطاع أن يتربع على عرش تلاوة القرآن الكريم لوقت طويل، ونال حب الناس في كل بقاع الأرض، ونال شهرة فائقة لم ينلها قارئ يتلو القرآن الكريم ويرتله، وكان أول نقيب للقراء، وكان القارئ الوحيد الذي حظي بتكريم عدد كبير من ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية.

حادث المنصة من الأحداث التي لا ينساها الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، حيث كان على بعد أمتار قليلة من الرئيس محمد أنور السادات وشاهد على عملية اغتياله عن قرب، وكان من الممكن أن يفقد حياته في ذلك الوقت.وكان الشيخ عبد الباسط عبد الصمد قد اعتذر رسمياً عن عدم حضور العرض العسكري في ذكرى نصر أكتوبر، وأبلغ الرئاسة أنه مرتبط منذ زمن باحتفال في الإسكندرية في نفس اليوم، ولكنهم عادوا واتصلوا بالشيخ عبد الباسط عبد الصمد وقالوا له: “لازم تكون موجود يا شيخ عبد الباسط، إحنا أبلغنا الريس أنك هتفتتح الاحتفال واسمك موجود في برنامج الاحتفال ومش هنقدر نغيره، وتوصل معهم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد إلى حل يرضي جميع الأطراف بأن يأذنوا له بالانصراف بمجرد الانتهاء من التلاوة حتى يلحق موعده في الإسكندرية، ووعدوه بذلك”.

وافتتح الشيخ عبد الباسط عبد الصمد العرض العسكري، ولما قام للانصراف همس في أذن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ضابط من ضباط المراسم: “يا شيخ عبد الباسط إحنا بنعتذر لك، كل الأبواب مغلقة وممنوع الدخول أو الخروج بسبب الإجراءات الأمنية المشددة، وسلم الشيخ أمره لله، وبعد ذلك بدقائق حدثت الواقعة وتحولت المنصة إلى ساحة للقتل وسادت الفوضى”.

وجرى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد لينجو بنفسه ووجد في طريقه وزير الصحة الذي أنقذه واصطحبه في سيارته، وطلب الشيخ عبد الباسط عبد الصمد أن ينزله في ميدان العتبة؛ ليذهب عند صديق له في شركة بيع المصنوعات حتى يسترد أنفاسه، حيث كان في حالة سيئة فقد رأى الموت بعينه، وكانت ملابسه غير نظيفة من سقوط فناجين القهوة عليها، وكذلك طار الشال الذي كان يرتديه، فلم يستطع العودة إلى المنزل بهذه الحالة، فاتصل بابنه ليحضر له ملابس جديدة، وبعد ذلك أصر الشيخ عبد الباسط عبد الصمد على السفر إلى الإسكندرية ليفي بوعده.

كان الشيخ عبد الباسط عبد الصمد من القراء المحظوظين بقراءة القرآن الكريم في الحرمين النبوي الشريف بالمدينة المنورة والمكي بمكة المكرمة، وهذا الأمر الذي لا يصرح به لأي مقرئ إلا بموافقة هيئة المراسم والسلطات السعودية، وحدث ذلك أثناء مرافقته لزيارة ملك المغرب محمد الخامس للسعودية لأداء العمرة، لأنه كان يحب الاستماع للشيخ عبد الباسط عبد الصمد في مسجد السيدة زينب أو السيدة نفيسة وبخاصة في صلاة الفجر، ووقتها استمعت جميع الجنسيات الموجودة بالحرمين بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ومنذ ذلك الوقت أطلق عليه «صوت مكة».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى