صموئيل العشاي يكتب: حرق شجرة الميلاد في سوريا.. الوجه الحقيقي للتحالفات الخفية وصناعة الإرهاب

في سوريا احترقت شجرة عيد الميلاد وسط أجواء من القهر والفوضى كأن هذا الحريق يلخص مأساة منطقة بأكملها. ليست شجرة الميلاد مجرد ضحية عابرة في صراع طويل بل هي رمز لتشابك المصالح الدولية والإقليمية التي استخدمت الإرهاب كأداة لتحقيق أجندات خفية. هذا الحريق يعكس عقودا من التآمر السياسي والإيديولوجي الذي أعاد تشكيل الدول وفق مصالح قوى كبرى وإقليمية.
الأنظمة العربية الإرهاب كأداة استبداد
منذ عقود أدركت الأنظمة العربية أن بقاءها في الحكم يعتمد على معادلة واضحة: إما نحن بفسادنا واستبدادنا أو الفوضى التي تقودها جماعات متطرفة كداعش والقاعدة. عبر هذه المعادلة نجحت الأنظمة في تقديم نفسها كخيار أقل سوءا للغرب.
لكن الإرهاب لم يكن مجرد وسيلة لتخويف الخارج بل كان أيضا أداة داخلية لتفكيك أي محاولات للإصلاح أو التغيير. كلما ارتفعت أصوات الشعوب مطالبة بالديمقراطية والعدالة صعدت الأنظمة خطاب الخطر الإرهابي لتبرير القمع وإسكات الأصوات المعارضة.
الغرب من الخضوع للمعادلة إلى توظيفها
لم يظل الغرب أسيرا لهذه اللعبة إلى الأبد. مع مرور الوقت أعاد توظيف الإرهاب بما يخدم مصالحه الإستراتيجية. الولايات المتحدة على سبيل المثال استخدمت الإرهاب كأداة لتحقيق أهداف جيوسياسية.
في أفغانستان وبعد إنفاق ترليونات الدولارات انسحبت أمريكا تاركة البلاد لطالبان. هذا الانسحاب كان جزءا من إستراتيجية تستهدف:
www.abualhol.news/62022