مخذول أنت .. خاطرة بقلم: الزهرة العناق

 

 

مخذول أنت

أيها التائه بين أقدار الطرقات

كأنك كائن نفي من رحم الدفء

إلى قساوة الريح العمياء.

تحمل على منكبيك حنينا 

أثقل من أجنحة النوارس

 وحيدا كمدينة أكلتها النيران 

قبل أن تتلذذ بأحلام ساكنيها.

كيف لا تصبح الرياح حنونة 

حين تعبر جسدك الهزيل

 وهي تعلم أنك منفيا

و لا مأوى لك سوى صقيعها؟

وكيف لا يغدو الغبار أعمى

حين يلفحك دون أن يبصرك؟

كأن الكون كله 

قرر أن ينسحب منك

 و يتركك وحيدا

 في طريق تطول كأحجية بلا حل

وغابة تتوارى كالرمح

تهددك بالخسارة

 قبل أن تخطو خطوتك الأولى.

 و أنت في هذا الخراب الممتد

ألم يكن في الوجع حياة؟

في هذا التلاشي

ألم تكن النجاة كامنة؟

لعل التسكع بين أطلال الذات

  و شوارع الأحلام المنهوبة

 هو ولادة جديدة، لا موت.

ربما الحنين ليس لعنة

بل خريطة إلى شيء فقدناه

كان بين أيدينا 

وأغمضنا أعيننا عنه.

أيها التائه، لا أهل ولا حبيبة

كيف لا تكون الرياح صديقك

وهي تحمل همسك

و تجعلك مرئيا 

لسماء لا تنسى أحدا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى