(بين الواقع والمأمول ) عن معرض القاهرة الدولي للكتاب

معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٥

( بين الواقع والمأمول )

كتبت / أماني حجازي

……………..

 

هل صار معرض القاهرة الدولي للكتاب طفسا روتينيا يدور بشكل آلي داخل برنامج أنشطة الدولة أو بالأحرى الهيئة العامة للكتاب ؟ سؤال يبدو صادما أو صداميا ؛ لكن من المنوط بيه الرد ؟ بل من المنوط به السؤال ؟ هل هم المسئولون عن تنظيم المعرض الذين هم بحاجة لمراجعات كثيرة ؛ أم رواد المعرض الباحثون عن الجديد والجاذب والشيق والمفيد ؟

معرض القاهرة الدولي للكتاب بين الواقع والمأمول

– الواقع:

يُعدّ معرض القاهرة الدولي للكتاب أحد أبرز الفعاليات الثقافية في العالم العربي، وهو منصة تجمع الناشرين والمثقفين من مختلف البلدان ؛ ويتميز المعرض بتنوع محتوياته من كتب أدبية، وعلمية، ودينية، وغيرها، ويستقطب فئات متعددة من القراء.

ومع ذلك، يعاني المعرض من تحديات عديدة، منها:

– ارتفاع أسعار الكتب: مما يجعلها غير متاحة للجميع وتلك هي أهم الإشكاليات التي تجعل الرواد يحجمون عن شراء الكتب في ظل ظروف اقتصادية صعبة

 

– قلة الأنشطة التفاعلية التي تجذب الشباب والأطفال بشكل أكبر ؛ حيث ترتكز معظم فعاليات المعرض على الندوات والأمسيات الأدبية والثقافية .

 

– ضعف التسويق الرقمي: مما يؤثر على جذب جمهور أوسع على مستوى العالم

 

– الازدحام الشديد خاصة في الأيام الأولى، مما يؤثر على تجربة الزائر الذي يحتاج لمساحة زمانية ومكانية حتى يتعايش عقلا وروحا مع المكان ويتمكن من المطالعة والانتقاء بسهولة .

 

– بعد مكان إقامة المعرض عن وسط المدينة أصبح شكوى عامة حيث تسبب بعد المسافة في إحجام عدد كبير من محبي الكتاب عن الحضور أكثر من مرة واحدة أو مرتين .

 

– يُعد حضور كُتّاب الأقاليم إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب تحديًا كبيرًا، حيث يواجهون صعوبات متعددة، أبرزها تكاليف السفر والإقامة ؛ إذ يتحمل الكتّاب نفقات كبيرة للانتقال إلى القاهرة والإقامة فيها طوال فترة المعرض، مما يشكل عبئًا ماليًا على كثيرين .

 

– قِصر فترة الترويج ؛ حيث الإصرار الغريب من القائمين على المعرض على أن تكون مدته عشرة أيام فقط رغم المطالبات بأن يستمر لمدة خمسة عشر يوما حتى تكون فرصة متاحة أكثر لكل أدباء الأقاليم لزيارة المعرض وأيضا لدور النشر أن تحقق مبيعات تعوضها تكاليف العرض وللرواد أن يستفيدوا من فعاليات المعرض أكثر .

– غياب الدعم الحكومي أو المؤسسي: حيث لا تتوفر مبادرات كافية لتخفيف الأعباء عن كُتّاب الأقاليم، سواء من خلال تمويل تكاليف السفر أو تخصيص مساحات مجانية لهم في المعرض

 

المأمول:

 

– تحقيق أسعار تناسب الجميع عبر تقديم تخفيضات، أو تفعيل مبادرات لدعم شراء الكتب.

 

– تعزيز الأنشطة التفاعلية مثل ورش العمل والمنصات الرقمية.

 

– توسيع نطاق التسويق الإلكتروني باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج بشكل أكبر.

 

– تحسين التنظيم من خلال تحديد أوقات مرنة، وتنظيم حركة الزوار

 

وأخيرا أتمنى أن تفكر وزارة الثقافة جديا بأن تختار مدينة متميزة تاريخيا وثقافيا بجنوب مصر لإقامة معرض دولي للكتاب يأتي مباشرة بعد معرض القاهرة حتى تنقل إليه فورا دور النشر العربية والدولية ؛ ليكون دعما ثقافيا لمنطقة الجنوب ويوفر على أدبائه تكلفة وجهد الانتقال والسفر إلى القاهرة لحضور معرض الكتاب .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى