سلح نفسك بالعلم خير من أن تزين جسدك بالجواهر

 

بقلم د / سعاد حسني

 

ينعم الله علينا – سبحانه وتعالى – بأرزاق ونعم كثيرة منها : الصحة، المال، الأولاد، وغيرها الكثير لكن أفضلها الأخلاق و يليها العلم؛ لذلك كانت أول كلمة نزلت على رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) اقرأ، ولم يحدد الله له نوع القراءة بل أشار له إلى علم الله الذي لا حدود له، وترك كلمة اقرأ جامعة شاملة لأي نوع من القراءة التي تزبدنا علما. وهذه دعوة صريحة وأمر قاطع على طلب العلم بكل أنواعه. فبالعلم تحيا الأمم وتتقدم، بالعلم يتحول أحوال الأفراد والأمم. وجميع الأديان تدعو إلى طلب العلم، وتحصيله، ففي الإسلام ذكر رسولنا الكريم أحاديت كثيرة تحثنا على طلب العلم منها : ( اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد) كما يقول ( اطلبوا العلم ولو في الصين) وقال أيضا ( العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) صدقت يا رسول الله. وكلمة فريضة تعني أنه أمر إلزامي، وليس على حسب الهوى؛ فخير للإنسان أن يتسلح بالعلم، ويسعى إليه، ويتحصل عليه لينير عقله، وينصج فكره، وترقى خلقه من أن يتزين بجواهر مهما كانت غالية الثمن، ومهما كانت نفيثة؛ فهذا التزين تزين سطحي زائف لا قيمة له. فالعلم يساعد الإنسان على تحقيق آماله وأحلامه، وطموحاته، وبنوع إنجازاته المختلفة، ليس هذا فحسب بل أن العلم أحد الأشياء المهمة التي تترك بعد وفاة الإنسان، وتكون صدقة جارية له كما قال رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم) “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له” صدقت يا رسول الله. فهنيئا لمن يسعى إلى العلم، وهنيئا لمن يثابر عليه، ويتحصله؛ لأن من الأفضل أن تتسلح بالعلم، خير من أن تزين جسدك بالجواهر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى