الزوج المغبون .. بقلم/ الزهرة العناق

من أكبر الفواجع التي تزلزل ثبات القلوب، أن يمنح الله عبده جوهرة نادرة بين الركام، فلا يدرك قيمتها، بل ينشغل بطمس بريقها تحت أنقاض ظنونه و أهوائه. تلك الزوجة الصالحة المطيعة التي تسعى، ليل نهار، لترسيخ أركان البيت بحبها و عطائها، هي منحة إلهية قد حرم منها غيره، فإذا بمن أنعم عليه يدير ظهره لها، مفضلا النزاع و الحرمان و التقصير.
ليس الفساد في بيت يخربه الآخرون، بل في يد رب البيت إذا قصر في أداء واجبه، وتراكمت ذنوبه حتى طمست بصيرته. فكيف لرجل ينعم بجنة بين جدران منزله، أن يجعل منها سجنا من الشكوى و التذمر؟ كيف له أن يفتح أبواب التعدي وهو مأمور بغلق أبواب الظلم؟
الزوجة الصالحة ليست مجرد رفيقة الدرب، بل هي أمانة محمولة على عاتق رجل اختارها لتكون عمادا لحياته. فكيف يجرؤ على خيانة تلك الأمانة؟ كيف لعينيه أن تغفل عن آية من آيات الله، فيعرضها للخذلان؟
إن العاصي الذي يفسد بيته بيده قد حكم على نفسه بالحرمان. إنه لا يدرك أن من يتجرأ على قهر قلب نقي، يبتعد من رحمة الله. ولعل في كل يوم يهدم فيه بيت الزوجة الصالحة، تنكسر أواصر البركة في حياته، و يخبو نور هدايته.
فالويل كل الويل لمن أكرمه الله بزوجة صالحة ولم يحسن إليها، و الويل لأرض يغدق عليها المطر لكنها تقابله بالجفاف.