أخر الأخبار

سميرةحمود تكتب أغدًا ألقاك نثر تأملي ب

نثر تأُملي 💚

 

أغدًا ألقاك؟

بقلم/ الكاتبة والأديبه سميرة حمود

أغدًا ألقاك؟ أم أن الغد سيأتي خاليًا من وجودك، عابرًا كريحٍ تهمس ثم تمضي؟ أغدًا تزهر لحظة اللقاء، أم أنني سأظل أحيا نصفًا بلا نصفه الآخر، أبحث عنك في كل زوايا الحياة، أسمع صوتك بين الصمت، وأرى ملامحك في كل الوجوه التي لا تشبهك؟

أغدًا ألقاك؟ أم أن الحلم الذي أسكنه بك سيبقى بعيدًا، سرابًا يلمع في أفق قلبي؟ أنت الذي تملأ غيابي بحضورك، تغمر روحي بنورٍ لا يشبه نور الحياة من حولي. أنت من يفهمني قبل أن أنطق، من يقرأ تعقيداتي وكأنك خُلقت لفكّ شيفراتي. أنت من تشعر بآلامي دون أن أُظهرها، من تلملم شتاتي بكلمة، بنظرة، بصمتٍ أكثر صدقًا من ضجيج العالم.

أغدًا ألقاك؟ أم أن العمر سيمضي ونحن نسير في اتجاهين متقابلين، نتقارب كلما اقتربنا من الحلم، ثم نفترق كلما ظننت أننا قد وصلنا؟ أغدًا ينتهي الشتات الذي يملأ روحي، أم أن اللقاء ليس مكتوبًا في صفحات هذا القدر؟

لقد تعبت من عالم بلا روح، من وجوه تمضي وأجساد تتحرك بلا نبض. أنا لست كأي أحد، أنا روح نادرة تبحث عن اكتمالها، عن حبٍ يحمل المعنى، عن عمقٍ يحتضن هشاشتي، عن عطاءٍ بلا مقابل، عن دفءٍ لا يخبو. لا أبحث عن شعور مؤقت أو كلمات تذروها الريح، بل عن روح تسكن روحي، عن يد تمسك بيدي فلا تخذلني، عن حبٍ لا يخشى أن يكون عميقًا حدّ الامتلاء.

 

أغدًا ألقاك؟ أم سأظل أكتب عنك في أحلامي، أرسمك في مخيلتي، وأراك في مرآة ذاتي كلما نظرت إليها؟ أنت لست شخصًا عابرًا، أنت فكرة، أنت حالة، أنت الحلم الذي يخفق به قلبي كل يوم.

 

أغدًا ألقاك؟ أم أننا خُلقنا لنكون قصتين جميلتين، لكن بلا نهاية؟ أمضي الأيام وأنا أبحث عنك في تفاصيل الحياة، في صوت الريح، في دفء الشمس، في هدوء الليل. أراك في كل شيء، ولكنك لست هنا.

أيا من صنعت من حبك ملاذًا، ومن غيابك ألمًا، أنا أكتبك في كل كلمة وأرسمك في كل نبضة، لأنك أنت الحكاية التي تستحق أن تُعاش. أغدًا ألقاك؟ أم سيبقى اللقاء حلمًا لا يموت، وأمنية لا تنطفئ؟

سمر ✍️💔

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى