عباس يعلن إصلاحات جذرية: نائب للرئيس وتغييرات في القيادة

في كلمة ألقاها خلال القمة العربية الطارئة بالقاهرة، كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن سلسلة إصلاحات سياسية وإدارية واسعة، تهدف إلى إعادة هيكلة القيادة الفلسطينية، وتعزيز وحدة حركة فتح، واستحداث منصب نائب للرئيس، في خطوة تعكس استجابة للمتغيرات السياسية المتسارعة.
تثبيت الدور الفلسطيني في غزة ورفض التهجير
أكد عباس رفضه القاطع لأي محاولات تهجير للفلسطينيين من أرضهم، مشددًا على ضرورة إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية، كما أعلن أن السلطة الفلسطينية ستتولى مسؤولياتها في قطاع غزة عبر مؤسساتها الرسمية، موضحًا أنه تم تشكيل لجنة خاصة لهذا الغرض، مع إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وتوحيد كوادرها، بالتعاون مع مصر والأردن.
إعادة إعمار غزة وحشد الدعم الدولي
وأشار عباس إلى أهمية تنفيذ الخطة المصرية الفلسطينية العربية لإعادة إعمار غزة، عبر صندوق ائتماني دولي، مع الاستعداد لعقد مؤتمر دولي لهذا الغرض في مصر الشهر المقبل، كما شدد على ضرورة تحرك عربي وإسلامي دبلوماسي مكثف لإقناع القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بدعم إعادة الإعمار وضمان انسحاب الاحتلال من القطاع.
توحيد الصف الفلسطيني وإجراء الانتخابات
وفي إطار تعزيز الوحدة الوطنية، أكد الرئيس الفلسطيني التزامه بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، داعيًا إلى توحيد النظام السياسي تحت سلطة قانون واحد وسلاح شرعي واحد في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أعلن عن استعداد السلطة لإجراء انتخابات عامة خلال العام المقبل، بشرط توفر الظروف المناسبة وضمان مشاركة جميع الفلسطينيين، بما في ذلك سكان القدس الشرقية.
إصلاحات سياسية عميقة وإعادة هيكلة القيادة
أعلن عباس عن قرارات تهدف إلى إعادة ترتيب المشهد السياسي الفلسطيني، تتضمن:
استحداث منصب نائب لرئيس دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية، مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لذلك.
إصدار عفو عام عن المفصولين من حركة فتح، واتخاذ خطوات عملية لتعزيز تماسك الحركة.
ضخ دماء جديدة في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وأجهزة الدولة لتجديد حيويتها والاستعداد للاستحقاقات القادمة.
الإشادة بالجهود الدولية ودعوة لتحمل المسؤولية
وأثنى عباس على جهود مصر وقطر في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، مشيدًا بالتحركات الدولية لدعم الاستقرار في المنطقة، كما جدد دعوته للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته السياسية والقانونية والضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها بحق الفلسطينيين.
رسالة واضحة: لا سلام دون دولة فلسطينية مستقلة
وفي ختام كلمته، شدد عباس على أن تحقيق الاستقرار في المنطقة مرهون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، داعيًا الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي لدعم هذا المسار باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل.