احتلال رفح الفلسطينية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي وخطورته على الأمن القومي المصري

احتلال رفح الفلسطينية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي وخطورته على الأمن القومي المصري
بقلم / دلال ندا
يمثل احتلال مدينة رفح الفلسطينية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي تطورًا بالغ الخطورة ليس فقط على القضية الفلسطينية، بل أيضًا على الأمن القومي المصري، لما تمثله هذه المدينة من أهمية جغرافية واستراتيجية قصوى، كونها تشكل بوابة التواصل بين فلسطين ومصر، وخاصة بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء.
أولاً: الأهمية الاستراتيجية لمدينة رفح
تقع رفح على الحدود بين قطاع غزة ومصر، وتنقسم إلى رفح الفلسطينية ورفح المصرية، ويمثل معبر رفح الحدودي نقطة التواصل الوحيدة تقريبًا لسكان غزة مع العالم الخارجي بعيدًا عن سيطرة الاحتلال. واحتلال الجانب الفلسطيني من رفح يعني إحكام السيطرة الإسرائيلية على آخر منفذ غير خاضع لهيمنتها الكاملة، ما يُحكِم الحصار على غزة ويزيد من معاناة أكثر من مليوني فلسطيني.
ثانيًا: التداعيات الأمنية على مصر
يضع احتلال رفح الفلسطينية الحدود المصرية في مواجهة مباشرة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهو تطور غير مسبوق منذ توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، ما يفتح بابًا لاحتمالات التصعيد العسكري أو الأمني في منطقة شبه جزيرة سيناء، التي عانت لسنوات من تهديدات الإرهاب والانفلات الأمني.
كما أن وجود قوات الاحتلال على حدود مصر الشمالية الشرقية يقوض مفهوم المنطقة العازلة المنصوص عليها في الاتفاقيات الأمنية بين الجانبين، ويُعد تهديدًا صريحًا للسيادة المصرية، ويضع القاهرة أمام خيار إعادة تقييم التوازنات الأمنية في المنطقة.
ثالثًا: الأبعاد السياسية
يمثل الاحتلال الإسرائيلي لرفح جزءًا من مخطط أوسع يسعى إلى إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية في قطاع غزة وربما دفع نحو تهجير سكانه، وهو ما يحمل في طياته ضغوطًا هائلة على مصر، التي قد تجد نفسها في موقع مستهدف لإعادة توطين اللاجئين أو تحمل أعباء إنسانية وأمنية لا تُحتمل.
رابعًا: ضرورة التحرك المصري والعربي
يتطلب هذا التطور تحركًا مصريًا عاجلاً على كافة المستويات:
دبلوماسيًا: عبر تحشيد دعم عربي ودولي لوقف العدوان الإسرائيلي واستعادة رفح الفلسطينية.
أمنيًا: من خلال تعزيز التواجد العسكري والاستخباراتي على الحدود الشرقية.
إعلاميًا: بنقل حقيقة ما يحدث للرأي العام العالمي، وفضح الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين.
احتلال رفح الفلسطينية ليس شأناً داخليًا فلسطينيًا فحسب، بل هو قضية أمن قومي مصري وعربي تمس السيادة والاستقرار في المنطقة برمتها. إن الصمت أو التهاون أمام هذا التطور قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الفوضى الإقليمية، ما يوجب تحركًا عاجلاً وحاسمًا على كل المستويات.