الزهرة العناق تكتب : وهل الجهل خطيئة؟

قال: أنت جاهل
فقلت بلسان عربي حكيم:
و هل الجهل خطيئة؟
الجهل ليس خطيئة في حد ذاته، بل هو سبات الإدراك في كهوف الاطمئنان الزائف.
من زعم أنه معصوم من الخطأ و أنه يعرف كل شيء، فهو غارق في بحر الوهم، يتوسد ضلالا واهية و يستيقظ على هشيم الغرور.
المعرفة لا يتم استدراكها بالادعاء، بل تقتص من ضلوع التأمل، و تسقى من نضج التساؤلات، و تصهر في أفران التواضع.
كلما سقطت أوراق الجهل عن النفس، انبعث من عمقها نور جزئي، يضيء بلا ضجيج، يعلم بلا من و لا سخرية.
أما المتكبر، فهو الذي دس رأسه في ركام الأنا و رماد الغرور، و اعتقد أن الصدى فكر، و التكرار وعي.
ابحث في هوامش الكتب يا أنت، لا في عناوينها، واسكن ما بين السطور، حيث الحقيقة تهمس لك بصوت خافت دون تفعيل أجراس.
العاقل هو الذي تناول الجهل كمقبلات و وصفه بمرحلة عابرة، واحتسى المعرفة بوصفها ارتقاء أبدي.
“إذا ادعى عقل الكمال ترفعا
فاعلم بأن النقص فيه فضيلة”