توتر غير معلن بين نتنياهو وترامب.. محادثات مع “حماس” تشعل الخلاف والصداقة تهتز

كشفت تقارير عن تصاعد التوتر في العلاقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعدما كانت توصف سابقًا بأنها من أقوى التحالفات السياسية بين زعيمين في الشرق الأوسط والولايات المتحدة.
وجاءت الخلافات الأخيرة على خلفية محادثات سرية أجرتها إدارة ترامب مع حركة “حماس” في الدوحة، بهدف إطلاق سراح رهائن أميركيين، دون علم أو تنسيق مع الحكومة الإسرائيلية.
كما أثارت هذه الخطوة غضب نتنياهو، خاصة بعدما علم بها من مصادر غير أميركية، وأبلغ مستشاره المقرب رون ديرمر المبعوث الأميركي آدم بولر استياء تل أبيب من تغييبها عن مفاوضات تمس أمنها بشكل مباشر.
والعلاقة التي توترت سياسيًا، تأثرت أيضًا على المستوى الشخصي؛ إذ لم ينسَ ترامب تهنئة نتنياهو السريعة لجو بايدن عقب فوزه في انتخابات 2020، وهو ما اعتبره خيانة.
ومنذ ذلك الحين، أصبح ترامب أكثر تحفظًا تجاه نتنياهو، بل وبدأ يفكر في دعم زعيم إسرائيلي بديل يمكنه دفع خططه للسلام في الشرق الأوسط.
الضغوط الأميركية لم تقف عند حد المحادثات مع “حماس”، بل تضمنت أيضًا محاولة لإجبار نتنياهو على تقديم تنازلات في ملف تبادل الأسرى، وهو ما رفضه بشدة، معتبرًا أن هذه التنازلات قد تزعزع استقرار حكومته الائتلافية.
أما تصريحات ترامب الأخيرة التي هدد فيها بقطع المساعدات عن دول عربية مثل مصر والأردن إذا لم تتعاون في استقبال لاجئين من غزة، فقد زادت من حدة القلق الإسرائيلي، باعتبارها تدخلًا متهورًا قد يشعل المنطقة أكثر من أن يهدئها.
ورغم ذلك، لم يغلق نتنياهو الباب تمامًا، وحاول إعادة ترميم العلاقة من خلال وساطات شخصية ورسائل غير مباشرة، بينها تقديم نسخة من كتابه الجديد إلى ترامب في بادرة ود، لكن العلاقة ما تزال فاترة حتى الآن.
الملف يكشف أن المصالح بين الحلفاء قد تتعرض للاهتزاز حين تتداخل الحسابات السياسية مع اعتبارات شخصية، وتُترك ملفات الأمن والوساطات خلف الأبواب المغلقة دون تنسيق مسبق.
بقلم: أماني يحيي